حميد المهدوي مؤسف للتاريخ والسياسة وروح الدستور الجديد والمرحلة التي دخلها المغرب بعد العشرين من فبراير2011، أن يعاد إنتخاب صلاح الدين مزوار أمينا عاما لحزب الأحرار، وهو الذي "قيل فيه ما لم يقله بنكيران في الهمة أيام المعارضة" !! وطبعا، لسنا ضد مزوار كشخص، لكن نحن ضد الإساءة لذاكرة الشعب ولمنطق الأشياء. إذ كيف يعاد إنتخابه ومناضلو حزبه ظلوا دوما يشتكون من خرقه للمقررات التنظيمية وبأنه ورطهم في (تحالف الثمانية) بدون إسشارتهم وبأنه جاء لرئاسة الحزب عبر إنقلاب دبره ضد المنصوري؟ كيف يعاد إنتخابه والعالم قرأ تصريحات مناضليه في الصحافة بأن بيت الأحرار على عهد مزوار غدا أهون من بيت عنكبوت؟ كيف يحصل على 1928 صوتا مقابل 115 لمنافسه الوحيد !! رشيد الساسي، والجرائد الوطنية مابرحت كل يوم تتحدث فيه عن نزيف الإستقالات داخل الحزب؟ كيف يعاد إنتخابه والرجل فشل في قيادة الحزب نحو الحكومة كما فشل في تدبير وزارة الإقتصاد والمالية عندما ترك المغرب على كف عفريت بعد أن سجل الميزان التجاري عجزا بنسبة 24.1 في المائة برسم الإحدى عشر الأشهر الأولى من سنة 2011؟ كيف يعود لقيادة الحزب وهو المتهم في "هويته الوطنية" حيث ظلت الصحافة تتحدث عن ميله الكبير للتعامل مع الفرنسيين على حساب المغاربة، ألم يكن الفرنسي (جورج جيبير) مديرا لديوانه في الوزارة؟ في الدول الديمقراطية التي لا مكان للعبث فيها أي خطأ صغير يرتكبه الزعيم تكون تكلفته السياسة كبيرة بل إن مجرد اتهام بسيط له في الصحافة يعصف بمستقبله السياسي إلى الأبد. في وقت يسمع فيه المغاربة "الغرايب المغربة" عن زعمائهم الذين يصرون على أن يبقوا جاثمين على صدورهم، وكأن هناك من يريد أن يؤكد للمغاربة بأن البوعزيزي لم يمت و20 فبراير كذبة كبيرة.. وحكومة بنكيران مؤقتة.. والأصالة والمعاصرة هو البديل التاريخي!!