الرباط محمد الرسمي تمت ليلة السبت – الأحد إعادة انتخاب صلاح الدين مزوار لولاية ثانية على رأس حزب التجمع الوطني للأحرار، بحصوله على 1928 صوتا من أصل 2092 صوتا المعبر عنها، مقابل حصول منافسه الشاب رشيد الساسي على 115 صوتا، مع احتساب 49 من الأوراق الملغاة. وبهذا يعود مزوار إلى قيادة حزب «الحمامة» لولاية ثانية، بعد أن وصل إلى القيادة سنة 2010 إثر تزعمه الحركة التصحيحية ضد الرئيس السابق للحزب مصطفى المنصوري. وقد تم انتخاب أعضاء المجلس الوطني ال800 للحزب، الذين ينتمون إلى مختلف الجهات والأقاليم. كما قام المؤتمرون أيضا بمناقشة التقريرين المالي والسياسي للحزب والمصادقة عليهما، وأيضا المصادقة على النظام الأساسي للحزب الذي نوقش أثناء المؤتمر الذي انعقد نهاية الأسبوع. وكان مؤتمر الحزب قد افتتح أشغاله مساء الجمعة الماضي، بحضور قدره المنظمون ب3000 مؤتمر، إضافة إلى ما يقارب 300 من الضيوف المغاربة والأجانب، وحضور إعلامي فاق 100 صحفي من وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية. وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، إلى جانب كريم غلاب رئيس مجلس النواب، ومحمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين، إضافة إلى ممثلين عن باقي الأحزاب والنقابات، قبل أن يغادر معظمهم القاعة المغطاة للمركب الرياضي مولاي عبد الله بمجرد انتهاء صلاح الدين مزوار من إلقاء كلمته. وخاطب مزوار عبد الإله بنكيران بقوله: «السيد رئيس الحكومة والأخ العزيز»، وهي الجملة التي انتزعت تصفيقات الحضور الغفير في القاعة، خاصة بعد الصراعات والملاسنات التي تبادلها الطرفان أثناء الحملة الانتخابية لانتخابات 25 نونبر الماضية، وأيضا بعد الأخبار التي راجت مؤخرا عن لقاء بين الرجلين حول إمكانية دخول حزب الأحرار إلى الحكومة إثر تعديل حكومي مرتقب. وحرص مزوار في كلمته على تقديم شكر خاص للقيادات التاريخية للحزب، وعلى رأسها مؤسس الحزب أحمد عصمان الذي غاب عن المؤتمر، ومصطفى المنصوري الذي كان حاضرا في المنصة، إلى جانب باقي أعضاء المكتب التنفيذي للحزب، والذي كثر الحديث قبل المؤتمر عن إمكانية عودته إلى منافسة مزوار على قيادة الحزب، قبل أن يحصل اتفاق بينهما من أجل تعبيد الطريق أمام مزوار من أجل ولاية ثانية على رأس الحزب. وأوضح مزوار أن «الإعداد للمؤتمر الخامس للحزب مر في جو صحي من النقاشات المذهبية والتنظيمية، وهو ما يدل على درجة النضج التي وصل إليها الحزب على المستوى التنظيمي»، مؤكدا على أن «المؤتمر الخامس سيكون هو الفيصل في ترسيم هوية الحزب الحداثية، بما يتماشى مع التطورات التي يشهدها المغرب على جميع المستويات، عبر دراسة التقرير السياسي للحزب والمصادقة عليه من طرف المؤتمرين». ودافع مزوار عن القرارات التي اتخذها أثناء ترؤسه الحزب، معتبرا أن «الحزب كان شجاعا حينما أعلن عن تحالفاته قبل الانتخابات دون ديماغوجية سياسية، واختار موقع المعارضة عن وعي تام منه بالدور الذي خوله له الدستور الجديد للمعارضة»، موضحا أن المعارضة لا تعني الرفض المطلق للبرامج الحكومية، بل قياس العمل الحكومي حسب درجة فائدته للبلد. كما دافع مزوار عن حصيلة وزرائه في الحكومة السابقة، وهو ما انعكس برأيه على التقدم الذي حققه الحزب في الانتخابات الأخيرة من المرتبة الرابعة إلى المرتبة الثالثة، بفارق أصوات مهم عن الأصوات التي حصل عليها الحزب في انتخابات شتنبر 2007. وجدد مزوار دعوته إلى توحيد جهود كافة قوى الصف الحداثي الديمقراطي، مهما كانت يافطاتها السياسية، «لأن خيار الحداثة والديمقراطية يبقى الخيار الأنسب للمغرب، خاصة مع الظروف التي يمر منها المغرب والعالم العربي، في إطار النموذج المغربي الذي استطاع الوقوف في وجه الأزمات، سواء تلك القادمة من الشرق أو الغرب». وذكر مزوار بأن حزبه دعم حركة 20 فبراير في البداية باعتبارها حركة تطالب بالديمقراطية وبالمزيد من الإصلاحات، إلا أنه قرر بعد ذلك الوقوف في وجه القوى التي أرادت الركوب على الحركة، واستغلالها من أجل الوصول إلى أهدافها في زعزعة استقرار المغرب، الذي تحقق بفضل القرارات الحكيمة للمؤسسة الملكية، يضيف مزوار. من جهة أخرى، نفى مزوار، في اتصال مع «المساء» أن يكون اللقاء الذي جمعه برئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قد تطرق إلى مسألة انضمام حزب التجمع الوطني للأحرار إلى الحكومة، موضحا أن اللقاء اقتصر على دعوة بنكيران إلى حضور مؤتمر الحزب. وينتظر أن يتم في غضون الأسبوعين المقبلين استدعاء المجلس الوطني للاجتماع من أجل انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي للحزب، وكذا انتخاب أعضاء اللجان الخمس، التي نص عليها القانون الأساسي الذي صادق عليه المؤتمرون.