غضب أغلب المغاربة من الإقصاء المبكر للفريق الوطني في نهائيات كأس أفريقيا 2012. وشخصيا لم يكن الحدث مفرحا بالنسبة لي، لكن غضبي كان ربما في حدود المعقول، وكشخص غير متخصص أقول ربما، وأهل الميدان أعلم، لم تكن هناك خطة، أو اللاعبين لم ينفذوا خطة مدربهم. في لعبة الشطرنج التي أمارسها كإحدى هواياتي المفضلة، لا يمكن أن تلعب بدون خطة وتموقعات وتحركات تجعلك تحقق الهدف وتتصور دائما أن من يقابلك أقوى منك. ولما نشاهد مباريات الفرق الأوربية نلاحظ أن هناك خطة، وكثيرا ما تمر الكرة بنفس المسار لأكثر من مرة، وهناك تموقعات رائعة للاعبين ... هذه الأشياء لم نرها في مباريات الفريق الوطني مع (لا أفضل كلمة ضد التي توحي بالكراهية) فريقي تونس والغابون. من حقنا جميعا أن نغضب، لأننا من هذا المغرب الذي يلعب هؤلاء باسمه. لكن، ماذا عسانا أن نفعل؟ هل من اللائق أن يجلد اللاعبون كما فعل عدد من الدكتاتوريين مع لاعبيهم؟ منطق أية مقابلة هو أن تكون مستعدا لقبول الهزيمة، وهذا هو ما يجعلك تفكر جيدا في الفوز. "شلة الكرة" في مغربنا العزيز، هي نفسها "شلة الريع" .. اعتبروا ربع النهاية في الجيب، والدليل أنهم قالوا "ليست للاعبين تعويضات إلا بعد الوصول لبرع النهاية" .. الهضرة وما أدراك ما الهضرة .. "الركيع" بلغة أهل وجدة وما جاورها .. تواعدوا بربع النهاية، لكن الحقيقة أنهم لم يمروا من الدور الأول، بمعنى أن "الشلة" لم تفترض هذا الخروج المبكر حتى تشتغل عليه، أي كانوا خاسرين قبل أن يذهبوا، وكل ما تم، كان مضيعة للوقت ومحرقة لأعصاب المغاربة. لا يمكنك أن تعبر البحر إن لم تكن قادرا على عبور النهر !! طبعا، هذا حديثنا كمغاربة، لكن ما علاقة كرة القدم بنا كمواطنين؟ هل من حقنا أن نفعل شيئا؟ وكيف؟ وهل يمكن للحكومة أن تفعل شيئا أم لا؟ نتذكر جميعا انتخابات على الفاسي الفهري التي كانت من أسوأ الإنتخابات في تاريخ الإنتخابات في العالم. كان المرشح الوحيد، بعدما تم حث المتنافسين على سحب ترشيحاتهم، والبقية يعرفها الجميع. اليوم بعد 25 نونبر وانتخاباته التشريعية التي نعرف نزاهتها لأول مرة في تاريخ المغرب، ونعرف أهمية وفائدة تلك النزاهة على كل المجتمع .. بعد هذا، هل يقبل المغاربة ألا تتم انتخابات نزيهة لرئيس جامعة كرة القدم من طرف أعضاء الجامعة؟؟ الإنتخابات النزيهة والشفافية والمحاسبة وكل منظومة الحكامة الجيدة ليست رفاهية يسمح بها لشعب من الشعوب. إنها ضرورة قصوى وحاجة ملحة تولد الفعالية والجذوى في الإنجاز. لو أن السيد علي الفاسي الفهري كان يعي أن فشله في الكأس الأفريقية سيجعل الأعضاء في جامعة الكرة يدعون لجمع عام استثنائي لإقالته، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه. الديمقراطية الرديئة تولد أداءً رديئا ! لكن، كل الذين يبدأون حياتهم من فوق، لا يعرفون قيمة الأساس. ولهذا فكرت "شلة الكرة" في الحصول على كأس أفريقيا دون التفكير بجدية في الدور الأول. في الحقيقة، كان على "شلة الكرة" هذه أن تحمل معها شهادة طبية لتعفى من الدور الأول !!!!!!