بعد حصوله على نسبة 58.15 في المائة من الأصوات، استطاع المرشح عبد المجيد تبون أن يفوز برئاسة الجزائر وأن يصبح الرئيس الثامن للبلاد، فوز تحقق في جو مشحون بسبب رفض الشارع الجزائري لإجراء الانتخابات إلى حين زوال جميع رموز النظام. فما هو مستقبل الجزائر في ظل استمرار الاحتجاجات المشككة في مصداقية الانتخابات؟ وما هو مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية بعد انتخاب الرئيس الجزائري الجديد، والذي أكد على في خطابه الأول بعد الفوز على عمق العلاقات بين الشعبين المغربي والجزائري، لكنه أشار بالمقابل إلى أن "العلة لا تزول إلا بزوال أسبابها؟ الجواب في فقرة "ثلاثة أسئلة" مع المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإفريقية موساوي عجلاوي. ما تعليقكم على نتائج الانتخابات الرئاسية الجزائرية وعلى نسب المشاركة ؟ كما كان متوقعا، نسب المشاركة كانت ضعيفة حيث بلغت على المستوى الوطني 41.14 في المائة، بحسب ما أعلنه رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي أمس الخميس، دون احتساب الأوراق البيضاء التي تجاوزت مليون و125 ألف ورقة. وعندما نفصل في الأرقام المعلن عليها، نجد أن عبد المجيد تبون، عز الدين ميهوبي، وعبد القادر بن قرينة، حصلوا على نسب مرتفعة في المدن الجنوبية وفي منطقة تندوف، في حين أن المدن الكبرى قاطعت الانتخابات. وبخصوص نتيجة الانتخابات، أغلب التوقعات كانت تشير إلى أن مرور تبون وميهوبي إلى الدور الثاني من أجل الحسم في الرئيس الجديد للبلاد، غير أن عنصر المفاجأة كان حاضرا، حيث استطاع تبون أن يفوز بنسبة تقارب 60 في المائة من الأصوات، في حين أن باقي المترشحين حصلوا على نسب ضعيفة. وبناء على هذه الأرقام، نجد أن انتخاب الرئيس الجديد للجزائر تم بطريقة قانونية حيث حصل على الأغلبية من الأصوات المشاركة، لكن من الناحية الشرعية السياسية تطرح الكثير من الأسئلة، ذلك أنه في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن فوز الرئيس تبون خرج الجزائريون للاحتجاج خاصة في المدن الكبرى، مشككين في نزاهة الانتخابات. كيف ترون مستقبل الجزائر، خاصة أن الشارع الجزائري يتوعد بالاستمرار في الاحتجاج؟ سبق لرئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أن تحدث يوم الاثنين الماضي عن المسارات السياسية المقبلة للجزائر بعد الانتخابات، كما أن تبون أكد في ندوة الصحفية أمس الخميس على أنه سيفتح باب الحوار مع الحراك، هناك تعديل دستوري في الأفق، إلى جانب وضع قانون انتخابي جديد، وتشكيل حكومة جديدة. لكن الرهان اليوم، هو هل سيستطيع الرئيس الجديد أن يخترق الحراك وأن يبني جسورا للحوار من أجل إدماج جزء من الحراك الشعبي في العملية السياسية المقبلة، الأكيد أن الأمور لن تكون سهلة لأن الشارع الجزائري لا زال مصرا على الاحتجاج كما أنه يشكك في نزاهة الانتخابات، ويعتبر تبون استمرار للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. بعد الإعلان على خليفة عبد العزيز بوتفليقة، هل سيؤثر انتخاب رئيس جديد للبلاد على مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية؟ سبق أن تطرق تبون لمستقبل العلاقات بين البلدين في حملته الانتخابية بأسلوب يتصف بالحدة، غير أنه اليوم بعد أن أصبح رئيسا للبلاد، فهناك مجموعة من الاعتبارات الإقليمية والثنائية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، لكن يبقى السؤال المطروح هو هل سيكون تبون قادرا على أخذ قرارات إستراتيجية، باعتبار أنه ليس هو المقرر الوحيد في هذه المسالة؟ لكننا نحن كمغاربة يجب أن نتفاءل بهذا الزخم الشعبي الذي تعرفه الجزائر، والمغرب كان له أكثر من موقف شهم تجاه ما يجري في الجزائر وتجاه المؤسسات الجزائرية.