دعا الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون الجمعة الحراك الشعبي إلى حوار “جاد” من أجل البلاد، في أول تصريح بعد انتخابه في اقتراع شهد مقاطعة قياسية ورفضته الحركة الاحتجاجية. وقال تبون في مؤتمر صحافي “أتوجه مباشرة للحراك المبارك وأمد له يدي لحوار جاد من أجل جمهورية جديدة”.
وأضاف “أنا مستعد للحوار مع الحراك مباشرة ومع من يختاره الحراك حتى نرفع اللبس بأن نيتنا حسنة. لا يوجد استمرارية لولاية خامسة” ردا على من وصف ترشحه استمرارا لحكم الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة. وقال تبون في أول تصريحات علنية اليوم الجمعة إنه سيبدأ “مشاورات” لإعداد دستور جديد يطرح على الشعب في استفتاء عام. وعرض تبون على الحركة الاحتجاجية المعارضة إجراء حوار جاد قائلا إنه سيجري إصلاحات لخفض الإنفاق على الواردات ووعد “بفتح صفحة جديدة” في الجزائر. وأصبح تبون، البالغ من العمر 74 عاما، رئيسا جديدا خلفا لبوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع، بعد فوزه من الدورة الأولى لانتخابات رئاسية جرت الخميس مع نسبة مشاركة بلغت نحو أربعين في المئة، لكنها واتسمت بمقاطعة قياسية. وبحسب النتائج التي أعلنتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات “حصل المرشح عبد المجيد تبون على نسبة 58,15 بالمئة من الأصوات”. استمرار الاحتجاجات من جهة أخرى، احتشد المتظاهرون، للجمعة الثالثة والأربعين على التوالي، بوسط الجزائر العاصمة للتعبير عن رفضهم لرئيس الجمهورية المنتخب عبد المجيد تبون، المقرب من سلفه عبد العزيز بوتفليقة، في اقتراع اتسم بنسبة مقاطعة قياسية. وردّد المتظاهرون “الله أكبر، الانتخاب مزور” و”الله أكبر نحن لم نصوت ورئيسكم لن يحكمنا” في يوم الجمعة الثالث والأربعين على التوالي منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في فبراير/شباط. وحسب النتائج التي أعلنتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات “حصل المرشح عبد المجيد تبون على نسبة 58,15 بالمئة من الأصوات”. نسبة مقاطعة قياسية واتسم الاقتراع الرئاسي بمقاطعة قياسية من الحراك الشعبي الذي دفع بوتفليقة للاستقالة في أبريل/نيسان بعد 20 عاما في الحكم. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 39,83 بالمئة، أي ما يقارب عشرة ملايين ناخب من أصل أكثر من 24 مليونا مسجلين في القوائم الانتخابية. وهي أدنى نسبة مشاركة في كل الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجزائر. وهي أقل بعشر نقاط من تلك التي سجلت في الاقتراع السابق وشهدت فوز بوتفليقة بولاية رابعة في 2014. “أسوأ من بوتفليقة” وأشار مراسل وكالة الأنباء الجزائرية إلى أن عدد المتظاهرين الذين احتشدوا في مناطق مختلفة بأنحاء العاصمة يقارب عدد من تجمعوا خلال المظاهرات السابقة ضد الانتخابات الرئاسية. وحمل البعض لافتات كتب عليها “ولايتك يا تبون وُلدت ميتة” و”رئيسكم لا يمثلني” “أسوأ من بوتفليقة”. كما سخر مدونون من “رئيس الكوكايين” في إشارة إلى اتهام نجل تبون في قضية تهريب 700 كلغ من الكوكايين مازالت قيد التحقيق القضائي. ردود فعل الخاسرين واعترف المرشحون الخاسرون بالنتيجة وأعلنوا أنهم لن يطعنوا فيها أمام المجلس الدستوري الذي يفترض أن يؤكد النتائج النهائية لسلطة الانتخابات بين 16 و25 ديسمبر . وحل في المركز الثاني المرشح الإسلامي عبد القادر بن قرينة بنسبة 17,38 بالمئة من الأصوات، وكان أكد منذ بداية الحملة الانتخابية إنه”الرئيس القادم للبلاد”. ودعت الأحزاب الإسلامية الكبيرة مثل “حركة مجتمع السلم” المقربة من الإخوان المسلمين و”جبهة العدالة والتنمية” القريبة من السلفيين، إلى عدم المشاركة في الانتخابات. وحل رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس ثالثا ولم يحصل سوى على 10,55 بالمئة من الأصوات، أي أقل من آخر انتخابات خاضها ضد بوتفليقة في 2014 حيث حصل على اكثر من 12 بالمئة من الأصوات، وندّد حينها ب”تزوير شامل للنتائج”. وحصل المرشح الرابع عز الدين ميهوبي الذي وصفته وسائل الاعلام بمرشح السلطة على 7,26 بالمئة من الأصوات، بينما جاء النائب السابق عبد العزيز بلعيد أخيرا ب6,66 بالمئة من الأصوات.