بعد المحطات الإقصائية في الأولمبياد الوطنية في المعلوميات، تُوج أربعة تلاميذ مغاربة لتمثيل المغرب في الأولمبياد العالمية للبرمجة والإعلاميات أو ما يعرف ب (IOI)، التي تحتضنها عاصمة أذربيجان باكو من يوم 4 غشت إلى 11 منه، وتعد هذه التظاهرة من أعرق مسابقات البرمجة التنافسية السنوية لأذكياء المدارس الثانوية عبر العالم، وقد انطلقت لأول مرة سنة 1989، كما أنه ثاني أكبر الأولمبياد، بعد الأولمبياد الرياضيات العالمي. هؤلاء التلاميذ غادروا، السبت، التراب الوطني وكلهم أمل في أن يرفعوا العلم المغربي وسط مشاركة كبيرة لعدة دول عربية وعالمية، وأيضا بالظفر بالميداليات الذهبية. ضياء الحق الفلوس، المنسق الوطني للأولمبياد المغربية للمعلوميات ومؤطر بجمعية "أمان للثقة الرقمية"، التي ترعى وتدعم طموح التلاميذ المغاربة العاشقين لعلوم الإعلميات والبرمجة، يقربنا من هذه التمثيلية المغربية في هذا المحفل العلمي. نص الحوار: كيف تتم عملية اختيار وانتقاء التلاميذ على الصعيد الوطني لتمثيل المغرب في هذه المسابقة العالمية؟ وهل سبق للمغرب أن شارك في دورة سابقة؟ تعد هذه هي المشاركة الثالثة للمغرب في الأولمبياد العالمية للبرمجة والإعلاميات، إذ كانت المرة الأولى سنة 2017 في طهران والثانية سنة 2018 في اليابان أما هذه السنة في أذريبدجان، الفريق المغربي يتكون من أربعة تلاميذ ذكور وهم: أنور أشغاف، من مدينة تطوان حاصل على شهادة الباكالوريا لهذه السنة (سبق له أن شارك في الدورة الماضية)، محمد خاطري من الدارالبيضاء، سيدرس في السنة الثانية باكالوريا 2019-2020، أيمن لطفي، من الدارالبيضاء، حاصل على الباكالوريا سنة 2019، محمد رضى كليولة من مدينة الخميسات، سيدرس في السنة الثانية باكالوريا 2019-2020. وقد جاء تأهل هؤلاء التلاميذ الأربعة بعد محطات إقصائية وطنية في المباراة النهائية للأولمبياد الوطنية في المعلوميات، والتي أجريت على امتداد هذا الموسم الدراسي، حيث شارك فيها أكثر من 3000 تلميذ من جميع مناطق المغرب. ويرافق الفريق المغربي بأذربيدجان مؤطرين وهما: أنس أبوالكلام، قائد الفريق ومؤسس للأولمبياد المغربية للبرمجة والاعلاميات، ومنصف محاسني، مهندس مغربي في الطيران مقيم بفرنسا والمدرب التقني للتلاميذ عن بعد. من الجهة التي تساهم في تنظيم هذه المسابقة الوطنية؟ تم تأسيس مسابقة الأولمبياد المغربية من طرف جمعية "أمان للثقة الرقمية" بتعاون مع وزارة التربية الوطنية، حيث يتم تنظيم مباراة سنوية لاختيار أحسن التلاميذ على الصعيد الوطني، المشاركة تكون مفتوحة في وجه التلاميذ المغاربة سواء يتابعون تعليمهم بالمغرب أو خارجه، ولا يكون معيار نقط القسم المحدد الرئيسي في الانتقاء؛ بل تبقى اختيارا شخصيا للتلميذ في المشاركة. المحطات الأولى للمنافسة الوطنية تكون على شبكة الأنترنت "أونلاين"، أما الإقصائيات النهائية تجرى بمركز التكوين المستمر التابع لوزارة التربية الوطنية، والنتائج تظهر بشكل آني بعد بعث التلميذ لحل التمرين يأتيه الجواب حول عدد النقط المحصل عليها في المنافسة. أما فيما يخص إجراءات تمويل والتنقل والسفر للمشاركة في مثل هاته المسابقات تتكفل به جمعية الإعلاميين المغاربة بفرنسا " AIMAF "، أما بالنسبة للجانب التنظيمي، وبفضل اتفاقية الشراكة، فإن وزارة التربية الوطنية، تعمل على إرسال مذكرات رسمية للمؤسسات التعليمية قصد إخبار التلاميذ للمشاركة في الإقصائيات الوطنية.
ماهي شروط وبرنامج المسابقة التي تحتضنها العاصمة باكو بأذربيدجان؟ شروط المسابقة، هي أن يكون سن المشارك فيها أقل من 20 سنة، وأن يكون تلميذا يدرس في الإعدادي أو الثانوي ويمثل جنسية بلده. أما فيما يتعلق ببرنامج هذه الدورة، تجرى على مدى أسبوع فقد انطلقت يومه الأحد 4 غشت إلى غاية 11 منه، وتتمحور المنافسة في ثلاث تمارين أو مسائل معقدة يتم حلها، باستعمال علم الخوارزميات، ثم برمجتها في الحاسوب خلال خمس ساعات، وبعدها يتم تنقيط كل تمرين على 100 نقطة أي مامجموعه 600 نقطة، وفي الأخير ينقط المتسابقين بشكل فردي. أما فيما يخص الجوائز عبارة عن نظام الميداليات؛ الذهبية والنحاسية، ثم نظام ميزات شرفية. ما هي أفق توقعاتكم من هذه المشاركة للفريق المغربي؟ حفل الاختتام سيكون يوم السبت المقبل، نحن متفائلون لكن في نفس الوقت نتحلى بالواقعية، بحكم أن تجربتنا ما تزال فتية لأننا شاركنا فقط في دورتين (دورة طهران ودورة اليابان)، وقد حصل أنور أشغاف السنة الماضية على رصيد 65 نقطة من اصل 600، وتبقى هذه النتيجة أفضل انجاز للمغرب نظرا لقلة الخبرة فضلا عن ضعف الموارد المادية (..)؛ لكن أملنا كبير في هؤلاء التلاميذ الأربعة من أجل الحصول على الميدالية أو ميزات شرفية لتشريف العلم المغربي في هذا المحفل الدولي.