يحتفي الشعب المغربي يوم 30 يوليوز الجاري بالذكرى العشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين. بهذه المناسبة يقدم موقع القناة الثانية "خطابات ملكية وإنجازات تاريخية"، وهو برنامج خاص يستعرض أبرز الخطابات الملكية التي أعلن فيها جلالة الملك عن أوراش كبرى. الحلقة السادسة: خطاب 30 أبريل 2004 - إعدة هيكلة الحقل الديني منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش في 30 يوليوز 1999 وهو يولي عنايته الفائقة ورعايته الكبيرة لمشروع تأهيل الحقل الديني بالمغرب: فلسفة وتنظيما وبناء قانونيا و إداريا. لكن يوم 30 أبريل 2004 عرف أبرز حدث يهم الحقل الديني المغربي خلال العشرين سنة الماضية، ويتعلق الأمر بخطاب جلالة الملك السامي أمام المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية الاقليمية، تناول فيه جلالته أمره السامي بإعادة هيكلة الحقل الديني. وحدد جلالة الملك في خطابه أسس والإصلاح الديني في ثلاثة أركان هي: يتعلق الركن الأول بالمندوبيات الجهوية والإقليمية للشؤون الإسلامية. وساهمت هذه المنذوبيات كما أمر جلالته بشكل كبير في الحفاظ على المساجد وأماكن العبادة والأضرحة والزوايا .. كما لعبت دور كبير في إبعاد ومنع أغلب المخالفين للخطاب الديني الرسمي ونخص بالذكر عدد كبير من الأئمة والخطباء والوعاظ المنتسبين لجماعة العدل والإحسان أو السلفية المتطرفة أو السلفية الجهادية التي تتغذى بها ومنها التنظيمات الإرهابية الدولية كتنظيم القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الشاذة المتطرفة والإرهابية التي تعتبر الإسلام دين جهاد وعنف ودم لا دين محبة و تعايش وأمن وسلام .. كما ساهمت هذه المندوبيات أيضا بشكل قوي وفعال في إنجاح برنامج محو الأمية بالمساجد و تنظيم وتأهيل مؤسسات التعليم العتيق ودور القرآن وفق مناهج تربوية حديثة . أما الركن الثاني، فقد خصه جلالة الملك لجانب الوقف، إذ أكد جلالته في خطابه السامي على إحياء مؤسسة الأوقاف، وعقلنة تسييرها ،لتظل وفية لمقاصدها الشرعية والتضامنية الاجتماعية، ومتنامية بإسهام المحسنين فيها. وهذا ما تضطلع به اليوم مؤسسة حماية مالية الأوقاف ومراقبة الاستثمار التي أحدثت بمقتضى ظهير ملكي سنة 2010 أوكل لها الحماية والمراقبة والاستثمار في مالية الأوقاف. وارتبط الركن الثالث بإعادة إحياء وبعث مؤسسة العلماء من جديد بتفيعل الظهير الذي أصدره الملك العالم المجاهد المغفور له الحسن الثاني سنة 1981 والمرتبط بإحداث وتنظيم المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية. عبد الله الترابي، صحافي ومقدم بالقناة الثانية اعتبر أن هذا الخطاب هو الأهم خطاب حول الحقل الديني بالمغرب، لأنه أعاد رسم ملامح الحقل الديني بالمغرب. "لقد أتى ليحدد دور كل مؤسسة رسمية والمهام المنوطة بها، ومن أجل تجفيف منابع الفكر المتطرف وحفظ الخطاب الديني المغربي الخاص بالمغرب، الذي يعتمد وحدة المذهب ووحدة العقيدة، ومستقل بذاته عن كل تأثيرات خارجية."