يشكل 12 ماي من كل سنة، مناسبة للممرضين لتخليد يومهم العالمي، وفرصة للوقوف على أهمية مهنة التمريض ودورها المحوري في المنظومة الصحية، ومساءلة أوضاع هذه الفئة، التي نظمت على مدار الأشهر الماضية، عددا من الاحتجاجات والإضرابات، للمطالبة بتحسين شروط عملها وظروفها الاجتماعية والاقتصادية. تخليدُ اليوم العالمي، لهذه السنة، يأتي في سياق وطني خاص، يتسم بخوض الممرضين عددا من المسيرات والإضرابات الوطنية، احتجاجا على ما اعتبروه تهميشا "لعدم استجابة" الحكومة والوزارة الوصية على القطاع لمطالبهم، وعلى "الفراغ القانوني" وظروف الاشتغال التي يصفونها ب"الكارثية". في هذا السياق، قالت سكينة بدويل، عضو المجلس الوطني لحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب إن حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب تستقبل يومها الأممي، بمزيد من الإضرابات احتجاجا منها لسياسة الإقصاء والإهمال التي تعاني منه هذه الفئة، سواء من طرف الحكومة أو وزارة الصحة. وعن المطالب التي يرفعها الممرضون، كشفت بدويل أن الحركة تطالب بضرورة الإنصاف في التعويض عن الأخطار المهنية بصفة تلائم حجم الأخطار التي يتعرضون لها، كونهم يقدمون 80% من العلاجات حسب أرقام منظمة الصحة العالمية. مطلب الممرضين الثاني، حسب المتحدثة، يكمن في الإخراج الفوري لمصنف الكفاءات والمهن، كاشفة أن "إلى غاية 2019 لا يعرف الممرض المغربي ما له و ما عليه، فهذا المصنف كفيل بتحديد مسؤوليات الممرض والحد من المتابعات القضائية لهذا السبب. وزادت عضو المجلس الوطني لحركة الممرضين وتقنيي الصحة، أن الممرضون يدعون إلى "إعادة النظر في شروط الترقي بزيادة في الحصيص إلى 50% و تقليص السنوات من 6 إلى 4 سنوات وإلى توظيف الخريجين الذين يعدون بالآلاف بمختلف تخصصاتهم لسد هذا الخصاص و لتجويد العرض الصحي". ولفتت المتحدثة أن من بين المطالب الأساسية التي يرفعها الممرضون الإفراج عن الهيأة الوطنية للمرضين وتقنيي الصحة، كونها ستمكن من "تحصين المهنة من أي دخلاء بالقطاعين العام والخاص". وفيما يخص الحوار القطاعي مع وزارة الصحة، نفت حركة الممرضين تلقيها أي دعوة من طرف الوزارة، مشيرة أنه "لحد الساعة لم تظهر معالم من شأنها أن تنصف الممرض"، لذلك نوضح للوزارة والحكومة أن أية مخرجات لا تنصف الممرض ولا ترقى لمطالبه لن تحقق السلم الاجتماعي التي تطمح اليه الحكومة". وكشفت الحركة، أن "أي محاولة إعادة إنتاج سيناريو 2006 الذي لم يحضى معه الممرض إلا بالفتات لن يمر مرور الكرام ولن يلقى رضا الشغيلة، لذلك تعتزم حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب إكمال مشوارها النضالي التصعيدي إلى غاية تحقيق المطالب". أناس الدكالي، وزير الصحة، قال خلال لقاء عقد السبت الماضي، بالدار البيضاء احتفاء ب12 ماي، إن "وزارة الصحة تولي اهتماما خاصة لتطوير كفاءات الممرضين والممرضات، مشيرا في هذا الصدد أن تحسين جودة التعليم والتكوين لفائدة هذه الفئة يأتي ضمن أولويات المخطط الصحي 2025". وأوضح الدكالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هناك سلسلة من المجهودات المبذولة للنهوض بأوضاع الممرضين والممرضات، مبرزا أنه عقب تحسين الوضع الاداري والعلمي يتجه الاهتمام في الوقت الراهن نحو تفعيل نظام الاجازة والماستر والدكتوراه الذي تم اقراره سنة 2013، حيث وصل عدد المكونين الآن في سلك الاجازة إلى ما يناهز 6500 مقعد بيداغوجي على مستوى مختلف معاهد المهن التمريضية. وفي نفس المنحى، ذكر الوزير بأن عدد المستفيدين من سلك الماستر بلغ 137 طالبا برسم سنة 2019، وذلك فضلا عن عامل التكوين المستمر الذي تضاعفت ميزانيته هذه السنة بثلاث مرات. وفي ما يخص الجانب التنظيمي، ذكر أناس الدكالي بقانون الهيئة الوطنية للممرضات والممرضين ، الذي من شأنه المساعدة في تأطير هذه المهنة بالنسبة للقطاع الخاص وكذا لدى الراغبين منهم في خلق عيادات خاصة.، مشيرا إلى أن هناك مساعي أخرى لتحسين أوضاع الفئة المحتفى بها وتمكينها من آليات التدبير المؤسساتي على مستوى وزارة الصحة. يشار أن أصل الاحتفال بهذه المناسبة يعود إلى سنة 1974، عندما اختير هذا اليوم، الذي يوافق الذكرى السنوية لميلاد فلورانس نايتينجيل، التي اشتهرت بأنها مؤسسة التمريض الحديث.