ستظل نسخة كأس أمم إفريقيا 1994 التي احتضنتها تونس الخضراء راسخة في أذهان كل متتبعي الكرة الإفريقية، بفضل المنتخب الزامبي الذي أظهر أقوى مثال للتحدي رغم انهزامه في المباراة النهائية أمام المنتخب النيجيري بنتيجة هدفين لواحد. الصورة أعلاه لأحد اللاعبين الزامبيين وهو يذرف الدموع خلال مراسيم التتويج التي أعقبت المباراة النهائية. قد يظن البعض أن سبب تلك الدموع الوحيد هو تضييع لقب كأس إفريقيا، لكن الواقع آنذاك يوحي بأن دموع اللاعب الزامبي كانت تختزل كل الأحداث التي عاشها المنتخب الزامبي في فترة قصيرة. قبل سنة واحدة من مشاركة المنتخب الزامبي في كان تونس 1994، استفاق عشاق الكرة السمراء على خبر وفاة كل لاعبي المنتخب الزامبي وطاقمه التقني بعد سقوط الطائرة التي كانت تقلهم صوب السنيغال لخوض مباراة تدخل في إطار إقصائيات كأس العالم الولاياتالمتحدةالأمريكية 1994. لم ينج أحد من حادث سقوط الطائرة وكان نجم المنتخب الزامبي، كالوشا بواليا، الوحيد الذي أفلت من القدر المحتوم بفعل توجهه إلى السنيغال بشكل فردي قادما من هولندا بعد خوضه مباراة مهمة رفقة فريقه آنذاك، بي إس في آيندهوفن. كالوشا، الذي اختير سنة 1988 كأفضل لاعب إفريقي، عمل في أقل من سنة رفقة عدد من الأطر الزامبية على تشكيل منتخب قادر على المشاركة في كأس إفريقيا التي نظمت بتونس. حظيت زامبيا في تلك النسخة بتعاطف الجميع وكانت المنتخب الذي يشجعه كل الأفارقة، بعد منتخباتهم الوطنية طبعا، واستطاعوا أن يحققوا المفاجأة بعد بلوغهم للمباراة النهائية على عكس كل التوقعات بلاعبين جدد يقودهم أسطورة الكرة الزامبية، كالوتشا. تلك الدموع التي تشاهدونها في الصورة هي خليط من المشاعر التي كان يعيشها كل الزامبيون في تلك اللحظات؛ صدمة أولى قابلها تعاطف من كل العالم، فتحد صفق له عشاق المستديرة، قبل أن يقود إصرار كالوتشا وزملاءه المنتخب الزامبي للمباراة النهائية؛ في مشهد جعل الكل يحول تعاطفه إلى احترام وتقدير لمنتخب لم يقف مكتوف الأيدي أمام هول الصدمة.
ذاكرة الكان: فقرة جديدة يخصصها موقع القناة الثانية طيلة شهر رمضان للصور الأكثر تعبيرا عن الأحداث التي ميزت كؤوس إفريقيا الماضية.