وسط الاستعدادات الجادة للمباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية الثامنة والعشرين لكرة القدم ، لم يتوان المنتخب الزامبي عن إحياء ذكرى ضحاياه السابقين الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم الطائرة الشهير في عام 1993. وتأهل المنتخب الزامبي إلى المباراة النهائية للبطولة والتي يلتقي فيها نظيره الإيفواري الأحد في العاصمة الغابونية ليبروفيل. وخاض المنتخب الزامبي جميع مبارياته الخمس في الدور الأول ودور الربع ونصف النهائي بغينيا الاستوائية التي تستضيف البطولة بالتنظيم المشترك مع جارتها الغابون. ولكن الفريق المعروف بلقب «الرصاصات النحاسية» انتقل أول أمس الخميس إلى ليبروفيل استعدادا للمباراة النهائية. ومع وصول الفريق أمس إلى ليبروفيل، حرص لاعبوه على إحياء ذكرى الضحايا في نفس الموقع الذي شهد كارثة عام 1993 والتي أودت بحياة 30 شخصا من بينهم 18 من لاعبي المنتخب الزامبي. وتحطمت الطائرة التي كانت تقل المنتخب الزامبي بالقرب من شواطئ ليبروفيل حيث كانت في طريقها إلى السنغال لخوض مباراة مع المنتخب السنغالي في التصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 1994. وبعد تزود الطائرة بالوقود من ليبروفيل، تحطمت على بعد 500 مترا فحسب من شاطئ ليبروفيل. ولذلك، حرص لاعبو المنتخب الزامبي والطاقم التدريبي للفريق على الاتجاه إلى شاطئ «صن ست» بإحدى ضواحي ليبروفيل القريبة من موقع الحادث. وعمد أعضاء الفريق بقيادة اللاعب كريستوفر كاتونغو قائد الفريق وكالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي للعبة إلى إلقاء الزهور في المياه باتجاه موقع الحادث. وقال بواليا والدموع تنهمر من عينيه: «أثق في أن أشقاءنا الراحلين الذين فقدوا حياتهم هنا قبل 19 عاما ساعدونا كثيرا في الوصول إلى هذه المرحلة من البطولة» في إشارة إلى الدافع المعنوي لدى اللاعبين في بلوغ المباراة النهائية للبطولة في ليبروفيل. وكان بواليا قائدا للفريق في عام 1993 ولكنه لم يكن على متن الطائرة التي تحطمت حيث كان محترفا بصفوف أيندهوفن الهولندي واستقل رحلة أخرى إلى السنغال مباشرة. وأضاف بواليا: «في عام 1993، أتى المنتخب الزامبي إلى هنا لتحقيق وعد. ولم ينجح الفريق، ومنح لاعبوه أرواحهم بشجاعة لمجد بلدهم.. إنه نفس السبب الذي أتى بنا إلى هنا. الفارق الوحيد هو أننا أحياء بينما لم يعد زملاؤنا السابقون هنا». وأوضح: «أعتقد أن أرواحهم ستطل علينا عندما نخوض مباراة الأحد.. كانت الرحلة طويلة حتى وصلنا إلى هنا. وأشعر بالامتنان لأن العناية الإلهية منحتى الأيام الكافية لأصل إلى هنا. الأمر الآن يتعلق بالفريق الحالي ليصنع تاريخه». وقاد كاتونغو لاعبي الفريق في الدعاء لأرواح ضحايا 1993 ثم قال إن النهائي بعد غد الأحد سيكون مناسبة خاصة. وأوضح «هذا النهائي مهم ليس لي فقط ولكن للشعب الزامبي. إنهم يبكون منذ 19 عاما وبالتحديد منذ وقوع هذه المأساة التي نتواجد حاليا في مكان حدوثها.. كان لدينا فريق جيد وكان على وشك تحقيق أحلام جماهيرهم ثم وقع الحادث. ولذلك، لدينا الفرصة الآن لتحقيق ما حرموا منه». وبدا المدرب الفرنسي هيرفي رينار المدير الفني للمنتخب الزامبي متأثرا أيضا خلال قذفه بالزهور في الماء. وقال رينار «أتمنى الفوز بالمباراة أمام المنتخب الإيفواري من أجل جميع الضحايا وكذلك من أجل كالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي». وأضاف: «منحنا الله هذه الفرصة للفوز بكأس الأمم الإفريقية لتخليد ذكرى منتخب زامبيا 1993 «.