أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، اليوم الأربعاء، عن الوفد الذي سوف يرتقب أن يمثل المغرب خلال المائدة المستديرة الثانية حول الصحراء بجنيف، والتي تنعقد يومي الخميس والجمعة 21 و22 مارس الجاري بجنيف، تحت إشراف المبعوث الأممي للصحراء، هورست كوهلر. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون ما سبق أن نشره موقع القناة الثانية منتصف الشهر الجاري، إذ قالت إن المغرب سيُمثل بنفس الوفد الذي مثله خلال المائدة المستديرة الأولى. ويتعلق الأمر بكل من وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، الذي يقود الوفد، إضافة إلى عمر هلال ممثل المغرب الدائم لدى الأممالمتحدة، وحمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة واد الذهب، وفاطمة العدلي عضو المجلس البلدي لمدينة السمارة. وتأتي هذه المائدة المستديرة في أعقاب انتهاء هورست كوهلر من جولات المشاورات الثنائية التي جمعته بشكل انفرادي مع ممثلي مختلف أطراف النزاع، بهدف الإعداد للقاء جنيف. وكان ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قد ذكر في إشعار مكتوب للصحفيين، أن الاجتماع الإجتماع سينعقد بمشاركة كل الأطراف في النزاع دون استثناء، وذلك بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2440. واعتبر المتحدث باسم الأمين العام أن هذا اللقاء هو خطوة أخرى على مسار العملية السياسية باتجاه التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتفق عليه. وعن رهانات المائدة المستديرة، قال نفس المصدر أن الاجتماع يهدف إلى أن تبدأ الوفود في النظر في العناصر المطلوبة لبناء حل دائم قائم على التسوية، كما سيكون فرصة للوفود لإعادة بحث القضايا الإقليمية وإجراء النقاش حول كيفية بناء الثقة. ووفق نفس المصدر، فإن هورست كولر، الرئيس الألماني الأسبق، يأمل في أن يعزز هذا الاجتماع الدينامية الإيجابية التي أسفر عنها اجتماع المائدة المستديرة الأول في دجنبر 2018. وكانت المائدة المستديرة الأولى فرصة من أجل تقريب وجهات النظر، في لقاء هو الأول من نوعه الذي يجتمع فيه كل أطراف منذ مشاورات عام 2012 بالولايات المتحدةالأمريكية. ووفق تصريح المبعوث الأممي للصحراء، فإن المائدة المستديرة الأولى نجحت في اتفاق جميع الدول المشاركة على أن التعاون والتكامل الإقليمي هما أفضل طريقة للتصدي للتحديات الهامة العديدة التي تواجه المنطقة. وبما أن المائدة المستديرة الثانية ستأتي في خضم تطورات إقليمية مهمة تتمثل في الحراك الجزائري، فإنه من المرتقب أن يضغط المبعوث الأممي للصحراء في اتجاه الحلول التي من شأنها الحفاظ على التكامل الإقليمي. الموساوي العجلاوي، الخبير في العلاقات الدولية يعتبر أن هورست كوهلر يواجه ضغوطا كبيرة ويسعى للخروج بشيء جديد يقدمه أمام مجلس الأمن خلال الإحاطة المقبلة التي يرتقب أن يقدمها في فاتح أبريل المقبل، قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن في آخر شهر أبريل من أجل اعتماد قرار المجلس الجديد حول الصحراء. إضافة إلى هذه الضغوط، يضيف الخبير في العلاقات الدولية، فإن هناك مؤشرات ترجح بأن كوهلر يعتزم جعل المقترح المغربي للحكم الذاتي كأرضية للنقاش في المائدة المستديرة الثانية. وتتمثل هذه المؤشرات، وفق العجلاوي، في تصريحات وزيرة الدفاع الفرنسي، فلورانس بارلي، التي قالت الوزيرةخلال المائدة المستديرة حول منظمة الساحل بملتقى ميونخ للأمن، إن حل قضية الصحراء لن يتجاوز سنة 2020، إضافة إلى ضغط إدارة ترامب نحو إيجاد حل بشكل سريع لقضية الصحراء، والمصالح الأوروبية والأمريكية في الاستقرار الإقليمي بالمنطقة. "في السياق الجديد لمنطقة الساحل والصحراء، سيكون من المستحيل تأسيس دولة جديدة،" يقول العجلاوي مضيفا بأن هذا السياق، من جهة أخرى، " يسمح بأن يتم فرض مقترح الحكم الذاتي على البوليساريو، لأن الجزائر لم تعد في موقف قوة كي تفرض شيئا آخر."