أكد مصدر مأذون من وزارة الخارجية المغربية لموقع القناة الثانية أن وفدا مغربيا قد التقى بالمعبوث الأممي للصحراء هورست كوهلر، أواخر شهر فبراير الماضي، بالعاصمة الفرنسية باريس، ضمن جولة المشاورات الثانية التي يقودها المبعوث الأممي مع أطراف النزاع المفتعل حول الصحراء، قبيل انعقاد المائدة المستديرة الثانية حول الصحراء المرتقبة في النصف الثاني من شهر مارس الجاري بجنيف. وأوضح المصدر الدبلوماسي أن لقاء الوفد المغربي التشاوري مع هورست كوهلر جاء بدعوة من المبعوث الشخصي، ويندرج في إطار التعاون الدائم للمغرب مع الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع الاقليمي حول الصحراء المغربية. وكان المغرب، وفق نفس المصدر، أول طرف يلتقي به كوهلر ضمن جولة المشاورات الثانية تحضيرا للمائدة المستديرة الثانية، ثم التقى المبعوث الأممي بعد ذلك مع وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل في فرانفورت الألمانية يوم 2 مارس الجاري، ثم التقى يومين بعد ذلك بوفد عن جبهة البولياسريو في العاصمة الألمانية برلين يوم 4 مارس. واشترط المغرب أن يلتقي الوفد المغربي بكوهلر في العاصمة الفرنسية عوض ألمانيا لتفادي الإشاعات التي تعودت كل من البوليساريو والجزائر إطلاقها حول طبيعة هذه اللقاءات، التي تسوق لها على أنها مفاوضات مباشرة، بينما هي مشاورات ثنائية بين المغرب والمبعوث الأممي للصحراء. وكان المغرب قد اشترط خلال جولة المشاورات الأولى التي قادها كوهلر شهر مارس من سنة 2018 على أن يتم لقاء الوفد المغربي مع كوهلر في العاصمة البرتغالية لشبونة، عوض برلين حيث كان قد التقى كوهلر مع وفد البوليساريو، من أجل وضع حد لحرب الإشاعات التي كانت تقودها وسائل الإعلام التابعة لأعداء الوحدة الترابية، والتي كانت تروج لدعوة المبعوث الأممي المغرب إلى مفاوضات مباشرة مع جبهة البوليساريو بالعاصمة الألمانية برلين. ويشار إلى أن الترتيبات لهذه المشاورات قد قام بها المبعوث الأممي قد تم إعدادها في كواليس قمة الاتحاد الأفريقي، التي انعقدت في منتصف فبراير الماضي في أديس أبابا، وذلك رغم عدم اجتماع الآلية الجديدة التي أحدثها الاتحاد الإفريقي لتتبع ملف الصحراء، وعدم صدور أي قرارات جديدة من القمة تهم الصحراء المغربية. وكان الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دودجاريك قد أعلن بداية الأسبوع المنصرم أن المائدة المستديرة الثانية حول الصحراء ستنعقد بجنيف في النصف الثاني من شهر مارس الجاري. لكن دودجاريك لم يعط تفاصيل أكثر حول هذا اللقاء الثاني من نوعه، والذي يرتقب أن يشارك فيه كل أطراف نزاع الصحراء المفتعل، بما فيها الجزائر. وقال دوجاريك:" إن المبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر يخطط لإقامة المائدة المستديرة الثانية في النصف الثاني من شهر مارس. وهو كان يحضر لذلك منذ شهر فبراير والأيام الأولى من مارس، إذ عقد طيلة هذه المدة مشاورات ثنائية مع أطراف النزاع." وتتجه الأنظار في الأيام القليلة القادمة إلى المائدة المستديرة الثانية التي تعقدها الأممالمتحدة بمشاركة جميع الأطراف بجنيف،وانتظار ما ستفضي إليه المحادثات، قبيل انعقاد اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء نهاية شهر أبريل المقبل. أدرج مجلس الأمن أربع اجتماعات تتعلق بقضية الصحراء في جدول أعماله الخاص بشهر أبريل المقبل، سيكون آخرها الإجتماع الأهم، والذي سيعتمد خلاله مجلس الأمن قراره السنوي الجديد حول ملف الصحراء. ووفق برنامج شهر فبراير، فإنه من المرتقب أن يقدم المبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر إحاطة أمام مجلس الأمن يوم فاتح أبريل، وهو التاريخ الذي سيتزامن مع انتهاء جولة المشاورات التي يقودها كوهلر حاليا مع أطراف النزاع، وكذا انتهاء المائدة المستديرة الثانية التي يرتقب أن تُعقد بجنيف نهاية شهر مارس الجاري. أما الإجتماع الثاني، فسيهم الدول المساهمة عسكريا في بعثة المينورسو بالصحراء المغربية، وسينعقد يوم التاسع من أبريل المقبل، يليه اجتماع آخر يوم 10أبريل، سيهم ممشاورات بشأن بعثة المينورسو. وفي يوم 29 من شهر أبريل المقبل، الذي سيشهد في الثلاثين منه انتهاء مهمة بعثة "المينورسو" المحددة في ستة أشهر، ستعقد جلسة مجلس الأمن التي سيتم خلالها اعتماد قرار المجلس الجديد حول النزاع. وستتولى فرنساوألمانيا رئاسة مزدوجة لمجلس الأمن خلال شهري مارس وأبريل. وخصصت الدولتان، طبقا لجدول الأعمال الذي تم الإعلان عنه، حيزا مهما من الوقت لمناقشة مستجدات الصحراء نظرا لأدوارهما الحاسمة في هذا الملف؛ فرنسا باعتبارها الحليف الاستراتيجي للمغرب في هذا النزاع، وألمانيا التي تحاول تقديم مساعدات غير مسبوقة إلى رئيسها السابق، هورست كولر، الوسيط الأممي الحالي، من أجل أن يخرج الملف من جموده.