طالما وُصفت الخميسات ببوابة الأطلس، وُصنفت كأحد أجمل مناطق المغرب الطبيعية. لكن هذه المميزات تبدو وكأنها متجهة نحو الزوال، بفعل الإختلالات البيئية الكثيرة، التي أصبحت تُنذر بوقوع كارثة بيئية وشيكة. هي اختلالات وقف عليها موقع القناة الثانية في زيارة ميدانية إلى الخميسات، بناء على طلبات متعددة توصل بها من طرف الساكنة. واد حار عشوائي وسط مكان آيل بالسكان تخيل أن تستيقظ في الصباح الباكر على صوت العصافير، وتُطل من نافذة المنزل لترى الحقول المُخضرة. هو مشهد يبدو وكأنه مثاليا، لا شيء يُشوهه سوى الرائحة الكريهة التي تزكم الأنوف، والتي تنبعث من واد حار عشوائي، يمر على بعد أمتار من منازل آيلة بالسكان، ويتسبب في تسرب المياه العادمة إلى الآبار، التي يستعملها الساكنة للشرب. الأمر يتعلق بساكنة جماعة مجمع الطلبة، الواقعة على الحدود مع المدار الحضري للخميسات، الذين يطالبون السلطات المحلية بحفر مجرى مائي مُغطى للواد الحار، يقيهم من المعاناة التي يعيشونها حاليا على المستوى الصحي والبيئي. مطرح تاجموت يُغرق مجمع الطلبة في النفايات منذ ثمانينيات القرن الماضي، ومطرح تاجموت الواقع بجماعة مجمع الطلبة التي تبعد بكيلومترات قليلة من مدينة الخميسات، يستقبل عشرات الأطنان من النفيات، القادمة من المدينة. غير أن الذين اختارو أن يقيمو المطرح بهذه المنطقة تجاهلو أربعة دواوير تحيط به، وتستنشق كل يوم نفيات لا علاقة لهم بها، ويستسقظون على الدخان الكريه الذي ينبعث من المطرح الناجم عن حرق مخلفات بلاستيكية تحتوي على مواد مسرطنة أو سامة. المطرح أسفر أيضا عن تداعيات سلبية على الفرشة المائية، علما أنه لا يبعد عن وادي برجلين إلا بأمتار قليلة، ورغم أن المشكل البيئي طفا إلى السطح منذ مدة إلا أن الجهات الوصية لم تجد بعد حلولا بديلة أو بناء مطرح بمواصفات هندسية وبيئية، لتدبير أفضل للنفايات وجعلها مادة قابلة للتدوير، وإعادة الاستغلال، وتخليص السكان من جحيم التأثيرات السلبية لهذا المطرح، الذي حول حياة قاطني الدواوير المحيطة به إلى جحيم لا يطاق، بل الأكثر من ذلك أن عددا منهم فضل الهجرة من تلك المنطقة إلى المدينة أو المناطق الأخرى بعيدا عن روائح النفايات. ضاية الرومي.. جنة طبيعية تُقاوم الإهمال على بعد 15 كيلومترا، جنوب مدينة الخميسات، تقع ضاية الرومي. بحيرة طبيعية تمتد على أكثر من 85 هكتار من المياه العذبة. هذه الجنة الطبيعية التي تتغدى مباشرة من فرشات مائية لا تنضب، أصبحت مهددة بالتلوث بسبب مشروع تطهير السائل، الذي تعتزم جماعة آيت أوريبل، التابعة لدائرة الخميسات، إنجازه في غضون الأيام المقبلة. وعبرت العديد من جمعيات المجتمع المدني بإقليم الخميسات عن رفضها مشروع تطهير السائل، لتفادي تلوث المياه الجوفية والسطحية والمناطق الفلاحية لضاية الرومي، التي تعتبر منطقة سياحية متميزة، وموقعا إيكولوجيا يستوجب الحفاظ على طبيعته الأصلية، بالنظر لدوره الطبيعي في حماية وعيش الكائنات الحية.