استبق وزير الخارجية الجزائر عبد القادر مساهل اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء، الذي تم إدراجه في أجندة شهر يناير بضغوطات أمريكية وحُدد في يوم 29 من الشهر الجاهري، (استبق الإجتماع) بزيارة واشنطن، ولقاء نظيره الأمريكي بومبيو. وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية في بلاغ لها أن عبد القادر مساهل يشرع اليوم الإثنين في زيارة رسمية إلى واشنطن ستمتد إلى غاية يوم غد الثلاثاء. ووفق البلاغ، فإن مساهل سيترأس مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي (الجزائري - الأمريكي). وأكد البيان أن مباحثات مساهل في أمريكا ستتناول التعاون القائم بين الجزائروالولاياتالمتحدة وآفاق تطويره، إضافة إلى المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ضمنها نزاع الصحراء. ويأتي لقاء مساهل بنظيره الأمريكي بالتزامن مع اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، الذي يرتقب أن ينعقد يوم غد الثلاثاء لمناقشة آخر تطورات قضية الصحراء. ويرتقب أن يقدم هورست كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، خلال هذا الإجتماع، إحاطة يستعرض من خلالها تطورات الوضع في الصحراء، بالإضافة إلى خلاصة لقاء الطاولة المستديرة التي احتضنتها مدينة جنيف السويسرية، بداية دجنبر الماضي. وأرجعت مصادر دبلوماسية إدراج هذا الإجتماع بعد ثلاثة أشهر فقط من آخر اجتماع عقده المجلس حول قضية الصحراء أواخر أكتوبر الماضي، إلى "الضغوط الأمريكية، التي تحاول تسريع دينامية مسار إيجاد حل متوافق عليه لنزاع الصحراء المفتعل." وأضافت نفس المصادر أن الإجتماع يرتقب أن يتداول أيضا حول بعثة المينورسو بالصحراء المغربية، مشيرة إلى أن ذلك يأتي أيضا استجابة لضغوطات واشنطن في ربط عمل بعثات السلام في إفريقيا بتحقيق تقدم سياسي في حل النزاع. وتأتي مناقشة قضية الصحراء، في ظل تحركات أميريكية لتخفيض المساهمات في تمويل بعثات السلام في إفريقيا، وعلى رأسها «مينورسو»، وضغوطات أميركية لتسريع البحث عن حل لقضية الصحراء يرضي أطراف النزاع. الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية والخبر في قضية الصحراء، الموساوي العجلاوي اعتبر في حوار سابق مع موقع القناة الثانية أن بعثة المينورسو، ستستمر حتى إذا ألغت الولاياتالمتحدةالأمريكية تمويلاتها. وقال العجلاوي إنه في حالة سحب الولاياتالأمريكية لتمويلها للبعثة المينورسو، "سوف ستتأثر مكونات البعثة بكل تأكيد، إذ من المحتمل أن يتم تقليص عدد العاملين فيها والتضحية بالمكون المدني مقابل الإبقاء على المكون العسكري. ولكنه من غير المرجح أن يؤثر على وظائفها، التي يقوم بها المكون العسكري والمتمثلة في مراقبة وقف إطلاق النار." أما المكون المدني، يضيف العجلاوي، فهو الذي يستنزف ميزانية البعثة، في حين أن وجوده ليس ضروريا لأداء المينورسو لوظيفتها. "والدليل على ذلك أن المغرب أقدم سنة 2016 على طرد المكون المدني، ولم تتأثر المينورسو. وهذا يعني أنه يكفي الاحتفاظ بالمكون العسكري من أجل مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، لا أقل ولا أكثر المغرب لا يستفيد من المكون المدني أبدا،" على حد تعبير العجلاوي. واعتبر العجلاوي أن التأثير الحقيقي سيلحق ببعثتي حفظ السلام في الكونغو وإفريقيا الوسطى، إذ تناهز ميزانية كل واحدة منهما مليار دولار، وتمول أساسا من قبل الولاياتالمتحدة، في حين أن بعثة المينورسو بالصحراء المغربية لا تتعدى ميزانيتها 52 مليون دولار.