باتت مراكش في السنوات الأخيرة قبلة لمنظمي المؤتمرات والفعاليات الدولية ، وذلك لما تتمتع به من العديد من المميزات التي تضمن النجاح لمثل هذا النوع من السياحة. حول هذا الموضوع نطرح 3 أسئلة على عبد اللطيف أبو ريشة، مسؤول التواصل بالمجلس الجهوي للسياحة بمراكش. ماهي العوامل التي تجعل مراكش تستضيف العديد من المؤتمرات الدولية على طول السنة؟ تتمتع مراكش بمقومات مميزة كالفنادق القريبة من أبرز أماكن الجذب السياحي، بالإضافة إلى الاستقرار والأمن والسمعة الطيبة حول العالم والطقس المعتدل على طول السنة، وهي أدوات هامة لجذب العديد من المؤتمرات الدولية، وتعد سياحة المؤتمرات من الأنماط السياحية التي بات الفاعلون السياحيون بالمدينة الحمراء يركزون عليها لما فيها من مردود اقتصادي كبير وسريع، ومراكش باتت جاهزة لاستضافة مثل هذه المؤتمرات، ونتذكر إشادة العالم بدقة التنظيم إبان مؤتمر "كوب 22"، حيث كان خير مثال على أن المدينة قادرة على تنظيم المؤتمرات الكبرى، ولكن مراكش بإمكانها منافسة الدول الرائدة في هذا النمط السياحي، الذي يولد عائدات كبيرة كإسبانيا، وذلك بالاستثمار بشكل مكثف في بناء المعارض ومراكز المؤتمرات ذات السعة الكبيرة عوض اللجوء في كل مرة إلى تشييد مواقع مؤقتة لاحتضان هذه التظاهرات الدولية. كيف ساهم احتضان هذه المؤتمرات الدولية في إنعاش القطاع السياحي بالمدينة؟ شهد عام 2018 احتضان المدينة لمؤتمرات دولية عديدة، وهو ما ساهم بشكل مباشر و غير مباشر في الرواج السياحي وانتعاش السياحة، وواحدة من تلك الفعاليات هي مؤتمر الهجرة المنعقد مؤخرا التي نظمته الأممالمتحدة، والذي شاركت فيه أعداد كبيرة من المؤتمرين، حيث تسجل أغلب الفنادق نسب إشغال عالية تصل إلى حدود 100 بالمئة، وهو ما قد يستمر إلى ما بعد السابع من يناير من السنة الجديدة نظرا لما سيعقب ذلك من توافد للسياح الأجانب لإحياء احتفالات أعياد الميلاد و رأس السنة، الأمر الذي حقق ارتياحا كبيرا لدى أصحاب هذه الفنادق ومؤسسات الإيواء والمطاعم والساكنة، وعلى العموم فإن هذه السنة يمكن اعتبارها "جيدة" بالنسبة للفاعلين السياحيين في المدينة بعد 3 سنوات كانت صعبة، ووراء هذه العودة القوية للسياحة بمراكش تظافر جهود كل المتدخلين في الشأن السياحي، والإقبال الكبير للسياح المغاربة الذين يشكلون حوالي 30 بالمئة من مجموع الزائرين، بالإضافة لمؤتمر "كوب22"، والذي كان عاملا مهما في التسويق للمدينة كمنتج سياحي قوي، وأبرز ما حصدته المدينة من استضافة هذا المؤتمر هو إرسال رسالة للعالم مفادها أن المغرب بلد يتمتع بالأمن والاستقرار. الكثير من السياح ينشرون صورا لهم في مراكش على مواقع التواصل، كيف ساهمت هذه الأخيرة في انتعاش السياحة؟ التسويق السياحي للمدينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصبح وسيلة قوية حيث بات يمكن للجميع التعرف على المواقع السياحية و لمراكش والخدمات المقدمة في الفنادق والمطاعم من خلال متابعة الصور ومقاطع الفيديو التي يتم مشاركتها على هذه المنصات، ومراكش أصبحت قبلة للعديد من المؤثرين على مواقع التواصل وصناع المحتوى المرئي على الويب الذين يقومون من خلال ما ينشرونه بتشجيع متابعيهم على زيارة المدينة، بالإضافة إلى ما يتركونه من تعليقات إيجابية على المواقع الإليكترونية المتخصصة في السياحة ك"تريب أدفايزور"، ومؤخرا دخل اسم مراكش الترند العالمي خلال زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأسواق المدينة على هامش مشاركتها في مؤتمر الهجرة حيث رصدتها الكاميرات وهي تقتني "النعناع" وتحتسي القهوة في إحدى المقاهي الشعبية بدون بروتوكول وفي أمان تام، وهو ما خلق "البوز" وأعطى لمراكش إشهارا مجانيا بلغ صداه العالم أجمع.