كد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، أن ما تصبو الوزارة لتحقيقه من جودة التعلمات لمواكبة العصر ومسايرة التطورات التكنولوجية ومستجداتها، وملاءمة التكوينات مع متطلبات الحياة المهنية والاجتماعية، رهين بالارتقاء بمهنة التدريس التي يتعين أن تقوم على تكوين أساس متين يلبي حاجيات المهنة. وأوضح أمزازي، في رسالة إلى المدرسات والمدرسين بمناسبة اليوم العالمي للمدرس (5 أكتوبر من كل سنة)، أن مهنة التدريس يجب أن تكون أيضا معززة بتكوين مستمر ومصاحبة بيداغوجية دائمة ترتقي بالأداء وتحسن الجودة وتطور المردودية، مشددا على أن الأهم يبقى هو توافر بيئة تربوية قائمة على علاقة تعاون بناء ومثمر بين مكونات الجسم التربوي، قوامها التحفيز وتداول المعلومة وتقاسم التجارب والمبادرات الناجحة، خاصة بين الممارسين من ذوي الخبرة والمراس من جهة، ونظرائهم الملتحقين الجدد الذين ضخوا دماء جديدة في طاقات وموارد المنظومة التربوية من جهة ثانية. وسجل أن الاحتفاء باليوم العالمي للمدرس يكتسي دلالة أعمق هذه السنة، بالنظر للعناية الملكية السامية التي أبت إلا أن تخص الجسم التربوي بالعطف المولوي والتكريم من خلال توشيح ثلة من نساء ورجال المنظومة التربوية المتميزين، في إشارة دالة ومعبرة على أن هيئة التدريس مشهود لها بالكفاءة والتميز والإخلاص، وتشكل الرأسمال الحقيقي للمنظومة، المتجسد في الكفاءات المبدعة والمجددة التي لا تقتصر وظيفتها في التدريس وتلقين المعرفة والعلم فحسب، بل تتجاوزها إلى المساهمة في الارتقاء بالمنظومة. وتتجلى هذه المساهمة، يضيف السيد أمزازي، في بلورة برامج ومشاريع من شأنها الارتقاء بجودة التربية والتكوين، والقيام بمبادرات هادفة لتمكين النشء من بناء شخصيتهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم على الابتكار والإبداع، وفتح مداركهم على مهارات البحث والتعلم الذاتي والتفكير السليم والتحليل النقدي، فضلا عما توليه من اهتمام متواصل لرعاية اليافعين، وبغرس وترسيخ قيم المواطنة لديهم، مما يجعلهم معتزين بالانتماء إلى وطنهم وبتاريخه وحضارته العريقة وفخورين بحاضره ورموزه الوضاءة. واعتبر أن هذه المناسبة، تشكل فرصة سانحة للوقوف وقفة تقدير واعتزاز بأحد أهم أركان العملية التعليمية التعلمية وقلبها النابض، ولتثمين الدور الحيوي لرجال ونساء التعليم الذين يحملون الرسالة النبيلة للتربية والتكوين، ويضطلعون بها بكل إخلاص وتفان ونكران للذات في كل أرجاء وربوع الوطن. وأضاف أن "موقع المدرس (ة) ضمن العملية التربوية وعلاقته المباشرة واليومية داخل الفصل، تؤهلانه (ها) لأن يكون على مواكبة دائمة للمسار التعليمي لكل متمدرس(ة)، وعلى اطلاع على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لبعض المتمدرسات والمتمدرسين المنتمين لفئات هشة"، موضحا أن الوزارة، ومن هذا المنطلق، تتطلع في إطار تعزيز برامج الدعم والحماية الاجتماعية، التي دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى ضرورة الانكباب عليها لدعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، إلى أن يسهم نساء ورجال التعليم في هذا المجهود وأن ينخرطوا فيه بكل روح وطنية، وبما هو معهود فيهم من التزام ومسؤولية، وأن يتحلوا باليقظة الضرورية من أجل رصد الحالات الحقيقية والمستعجلة لتتمكن الفئات المعنية من الاستفادة من هذه البرامج الهادفة والوصول بها إلى غاياتها المنشودة، المتمثلة في مواجهة المعيقات السوسيو اقتصادية للتمدرس والتخفيف من التكاليف التي تتحملها الأسر. كما تتطلع الوزارة، من جانب آخر، إلى مساهمة نساء ورجال التعليم النوعية في مجال الإعلام والتوجيه المدرسي، من خلال مواكبتهم الدقيقة لسيرورة الاختيار لدى التلاميذ ومواءمتها مع ميولاتهم ومؤهلاتهم، ومساعدتهم على رسم خريطة طريق واضحة لمسار دراساتهم وتكويناتهم المستقبلية، ناهيك عما يمكن أن يمدوا به المنظومة من ملاحظات وتصورات تصب في اتجاه إصلاح وتطوير المناهج واستشراف آفاق جديدة للارتقاء بها. وتوجه الوزير إلى جميع المدرسات والمدرسين على امتداد الوطن في عيدهم الكوني بأسمى عبارات التقدير والامتنان، شاكرا لهم حسن انخراطهم وتعبئتهم، ومنوها بعظيم عطائهم وبذلهم في سبيل نجاح بنات وأبناء الوطن ورقي المنظومة التربوية.