بعد سنوات من القطيعة، أعلن المغرب عن عودة اتصالاته الدبلوماسية مع أنغولا، حيث أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة مباحثات مع نظيره الأنغولي مانويل دومينغو أوغوستو بالعاصمة الرباط وذلك بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين والاستفادة من التجربة التي راكمتها المملكة في عدد من القطاعات، لاسيما في القطاع السياحي. في هذا الإطار أكد المحلل السياسي محمد بنحمو في تصريح لموقع القناة الثانية 2M.ma أن "العلاقات المغربية الأنغولية تتجه نحو الدخول في مرحلة جديدة تتسم بعودة العلاقات إلى حالتها طبيعية، كما أنها تؤشر على رغبة كبيرة في التعاون الجدي بين الطرفين". وأضاف بنحمو أن أنغولا "تعي جيدا مكانة ودور المغرب في الوقت الراهن سواء داخل القارة الإفريقية أو خارجها، بالتالي فهي ترغب في بناء علاقات متوازنة وقوية مع المغرب ودول شمال إفريقيا"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن للخلافات التي طبعت الفترات السابقة أن تدوب بسرعة كبيرة لكنها بالمقابل لا يمكن أن تستمر بالشكل التي كانت عليه". هذا وأوضح بنحمو أن السياسة الخارجية للمغرب تجاه بلدان القارة الإفريقية خاص تلك التي كانت معادية للوحدة الترابية "سياسة براغماتية ، واقعية تعتمد على استراتيجية شمولية مبنية على كسب ثقة جميع الأطراف من خلال عدم الوقوف على نقط الخلاف والاختلاف مقابل التركيز على نقط التعاون المشتركة وتقويتها". يشار إلى أن المباحثات التي جمعت بين ناصر بوريطة ومانويل دومينغو أوغوستو تأتي في أعقاب اللقائين التاريخين بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس جواو لورينسو بكل من أبيدجان وبرازافيل، واللذين فتحا آفاقا واعدة أمام العلاقات المغربية- الأنغولية. وشدد دومينغو أوغوستو في لقاء صحفي أمس الخميس على "الإمكانيات الكبرى للتعاون المغربي- الأنغولي"، مشيرا في هذا الصدد إلى تواجد مجموعة من المقاولات والشركات المغربية بأنغولا، فضلا عن قطاعات من شأنها الارتقاء بهذا التعاون من قبيل السياحة والتأمينات والبنيات التحتية والتعليم. من جانبه، أكد بوريطة أن هناك "استحقاقات ثنائية ذات أهمية كبرى" بالنسبة للبلدين توجد قيد التحضير، موضحا أن اجتماعاته مع رئيس الدبلوماسية الأنغولية ستمكن من "تحديد المشاريع، الأعمال والمبادرات الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية، وذلك وفقا لتوجيهات قائدي البلدين".