بحث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أمس الخميس بالرباط، مع نظيره الأنغولي مانويل دومينغو أوغوستو، السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات بين المغرب وأنغولا وتأتي المباحثات التي جمعت ناصر بوريطة ومانويل دومينغو أوغوستو في أعقاب اللقائين التاريخين بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس جواو لورينسو بكل من أبيدجان وبرازافيل، واللذين فتحا آفاقا واعدة أمام العلاقات المغربية- الأنغولية. وأكد الوزير الأنغولي في لقاء صحفي مشترك مع نظيره المغربي، أن أنغولا ترغب في تعزيز العلاقات التي تجمعها مع المغرب والاستفادة من التجربة التي راكمتها المملكة في عدد من القطاعات، لاسيما في القطاع السياحي. وشدد دومينغو أوغوستو على "الإمكانيات الكبرى للتعاون المغربي- الأنغولي"، مشيرا في هذا الصدد إلى تواجد مجموعة من المقاولات والشركات المغربية بأنغولا، فضلا عن قطاعات من شأنها الارتقاء بهذا التعاون من قبيل السياحة والتأمينات والبنيات التحتية والتعليم. من جانبه، أكد بوريطة أن هناك "استحقاقات ثنائية ذات أهمية كبرى" بالنسبة للبلدين توجد قيد التحضير، موضحا أن اجتماعاته مع رئيس الدبلوماسية الأنغولية ستمكن من "تحديد المشاريع، الأعمال والمبادرات الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية، وذلك وفقا لتوجيهات قائدي البلدين". وذكر بوريطة، الذي أشاد ب "العلاقات التاريخية المتينة" القائمة بين البلدين، بالاجتماع المنعقد سنة 1961 في الرباط برئاسة جلالة المغفور له الحسن الثاني، والذي تمحور حول تحرير المستعمرات البرتغالية القديمة ودعم المغرب للشعب الأنغولي في كفاحه من أجل نيل الاستقلال. وبخصوص التعاون الاقتصادي، أشار بوريطة إلى وجود "إمكانيات كبرى" لا تزال غير مستغلة بين المغرب وأنغولا، "البلدان الإفريقيان الكبيران والفاعلان الوازنان في مجالات السلم، والأمن، والاستقرار والتنمية بالقارة"، مؤكدا على ضرورة تطوير البلدين ل "علاقات اقتصادية قوية ولحوار سياسي أكثر انتظاما، والقائم على الاحترام المتبادل والوضوح والمساهمة البناءة في القضايا الإفريقية". وبناء على توجيهات قائدي البلدين - يقول الوزير- "إننا بصدد بناء هذه الآليات، وتحديد الجهود وتشجيع فاعلين آخرين"، سواء بالنسبة للقطاعين العمومي أو الخاص، وذلك سعيا إلى جعلهم يساهمون في إنعاش هذه العلاقات الثنائية. وسيجري الوزير الأنغولي، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة تستغرق يومين على رأس وفد هام، لقاءات أخرى ستجمعه على الخصوص، مع عدد من الوزراء والمسؤولين المغاربة.