استأذن والي افريقية موسى بن نصير الخليفة الاموي في المشرق الوليد بن عبد الملك للعبور الى شبه الجزيرة الايبيرية، وافق الخليفة الأموي وأمر بإرسال سرية تستطلع المنطقة، فتم الامر على يد طريف بن مالك الذي لا تزال جزيرة هناك تحمل اسمه: جزيرة طريفة. بعد عودتة، بدأت الاستعدادات لفتح الأندلس، وهو الفتح الذي سيقوده القائد طارق بن زياد. نحن الآن في القرن الثامن الميلادي، كان المغرب الأقصى ( المغرب) تابعا لدولة بني أمية باستثناء مدينة سبتة، وفي الضفة الأخرى، كان القائد العسكري القوطي رودريك المعروف بلذريق في المصادر الإسلامية، قد استولى على عرش اسبانيا بعد وفاة ملكها غيطشة، ويقال إنه اغتصب ابنة حاكم سبتة يوليان، ما دفع هذا الأخير الى تقديم المساعدة للمسلمين للعبور الى شبه الجزيرة الايبيرية. كلف موسى بن نصير القائد طارقا بن زياد الذي كان واليا على مدينة طنجة بهذه المهمة، ويقال إنه ألقى خطبته الشهيرة وامر باحراق السفن وهو الأمر الذي تشكك في وقوعه عدة مصادر. عبر طارق بن زياد بحر الزقاق، ونزل بجبل سيحمل اسمه لاحقا، ثم فتح الجزيرة الخضراء وقرطاجنة، وواصل طريقه الى ان التقى في وادي لكة بجيش لذريق. دارت بين الطرفين معركة استمرت أياما، وانتهت بهزيمة القوط وانتصار ساحق للمسلمين بقيادة طارق بن زياد الذي فتح المدينة تلو الأخرى الى ان وصل الى طليطلة عاصمة القوط. وقعت هذه المعركة في العام 711 للميلاد، ومنذ ذلك التاريخ والى غاية 2 يناير 1492 تاريخ سقوط غرناطة، مرت ثمانية قرون ازدهرت فيها العلوم والعمران وعاشت خلالها الأندلس مجدا عظيما