لم تمض أكثر من ثلاثة أشهر، على وصول طارق بن زياد جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية على رأس جيشٍ تعداده نحو 7 آلاف رجل معظمهم من الأمازيغ، حتى خاض معركة فاصلة ضد رودريغو ملك القوط، المعروف في المصادر التاريخية العربية، باسم "لذريق"، حدث ذلك في مثل هذا اليوم من العام 711 ميلادية بوادي "لكة" ، على بعد مسافة قصيرة من قادش جنوبي إسبانيا... كان طارق بن زياد قد اجتاز بجيشه المضيق الفاصل بين البر المغربي و الإيبيري في 29 أبريل 711، و في رأسه مشروع مغامرة مجنونة قوامها السيطرة على البر الشمالي و ضم شبه الجزيرة للإمبراطورية الأموية. لذا لم يضع الكثير من الوقت فسارع للسيطرة على الرأس البحري الذي حاليا باسمه. و بعدما أقام هناك أياما قليلة نظَّم خلالها جيشه، وأعدَّ خطَّة لفتح القلاع القريبة، قاد بعدها جيشه متوغّلا في عمق إسبانيا، ونجح في فتح عدد من القلاع والمدن منها قرطاجنة و الجزيرة الخضراء ، ثمَّ تقدم باتجاه الغرب حتى بلغ خندة جنوبي غربي إسبانيا التي يقطعها وادي لكة الشهير، وعسكر هناك. أما الملك القوطي "لذريق"، فلما علم بعبور جيش طارق، جمع جيشًا قوامه نحو مائة ألف رجل وسار لقتال الغزاة، ما جعل ابن زياد بواسطة يراسل موسى بن نصير طلبا للإمدادات، فأرسل له خمسة آلاف جندي فقط. و تقابل الجيشان في تاسع يوليوز من العام 711م عند وادي لكة ، وجرت بينهما معركة طاحنة ، حسمها جيش طارق بن زياد لصالحه، فتمَّ القضاء على الجيش القوطي ومعه الملك "لوذريق"، الذي تشير بعض المصادر إلى أنَّ بن زياد هو من قتله بيده، بعدما رماه برمحه فأرداه قتيلًا على الفور، وجعل يصيح: "قتلت الطاغية.. قتلت لذريق" و بموت الملك القوطي بات الطريق ممهدا أمام جيش ابن زياد لفتح بلاد الأندلس، فبدأت المدن و القلاع تسقط الواحدة تلو الأخرى أمامه إلى أن فتح طليطلة عاصمة مملكة القوط ليصبح بالتالي حاكما على الأندلس، و لحق به بعدها في يونيو 712 الوالي موسى بن نصير على رأس قوة عسكريَّة ضخمة فتح بها القائدين مدنا أخرى بالشمال الإسباني... إلى أن جاءت رسل الخليفة الوليد، عام 714، تدعو موسى بن نصير بالقدوم عليه، فتوجه ومعه طارق بن زياد ومغيث الرومي نحو دمشق، مستخلفا وراءه ابنه عبد العزيز الذي اتخذ من إشبيلية قاعدة له. إلى أن جاءت رسل الخليفة الوليد، عام 714، تدعو موسى بن نصير بالقدوم عليه، فتوجه ومعه طارق بن زياد ومغيث الرومي نحو دمشق، مستخلفا وراءه ابنه عبد العزيز الذي اتخذ من إشبيلية قاعدة له. لكن عندما وصل ابن نصير ومن معه دمشق، وجدوا الخليفة الوليد قد مات و خلفه سليمان بن عبد الملك الذي أمر بعزله واتهمه باختلاس أموال وسجنه وأغرمه، ولم ينقذه سوى شفاعة يزيد بن المهلب الذي كانت له حظوة عند سليمان. فيما كان ابنه عبد العزيز يواصل فتح باقي الأندلس و تحصينها و ضبط شئونها إداريًا. إلى أن اغتيل وهو يصلي بأحد مساجد إشبيلية. وقال ابن عذاري أنه قتل بأمر من الخليفة سليمان بن عبد الملك بعد أن نكب موسى بن نصير، و هكذا قضى الفاتحون الأوائل فيما استمرت قصة الفتح بعدها لسنوات استقر فيها حكم الأندلس للمسلمين طيلة ثمانية قرون كاملة.
هؤلاء ازدادوا في مثل هذا اليوم: 1929 - الملك الحسن الثاني: ملك المغرب 1956 - توم هانكس: ممثل أمريكي
هؤلاء رحلوا في مثل هذا اليوم : 1850 - زكاري تايلور: رئيس الولايات المتحدة