قال عتيق السعيد المحلل السياسي، الباحث في القانون الدستوري و العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني إن خطاب جلالة الملك محمد السادس في افتتاح أشغال قمة لجنة المناخ بالكونغو جاء في سياق دولي يحظى باهتمام متزايد حول قضايا البيئة و التنمية المستدامة. وأضاف السعيد في تصريح ل2m.ma إن مشاركة المملكة في أشغال القمة الأولى لقادة ورؤساء دول وحكومات لجنة المناخ لحوض الكونغو والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، هي دليل إضافي وجديد على التزام المغرب بالعمل من أجل نهوض قارة افريقية تتوفر على رؤية واضحة لمستقبلها وقادرة على التحكم في مصيرها، كما يبرهن على الدوام، أن المغرب لطالما تقاسم تجربته ونقل خبرته خدمة لقضايا القارة الافريقية، حيث يسعى دون ادخار أي موارد أو جهود من أجل تعزيز التزامه بالعمل من أجل ضمان تنمية مستدامة ومنصفة بالقارة. كما اعتبر السعيد أن المشاركة في هذه القمة تكرس دور المملكة الفعال في التصدي لتحديات المناخ خاصة بالقارة الافريقية التي وضع جعلها جلالة الملك من أولويات اهتماماته خلال القمة الثانية والعشرين لمؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ (كوب 22)، التي انعقدت بمراكش في نونبر 2016، كما حرص جلالة الملك على الدعوة لعقد القمة الإفريقية الأولى للعمل، على هامش مؤتمر كوب 22، والتي جعلت من انبثاق إفريقيا كقوة صاعدة شعارا لأشغالها وأشار السعبد إلى أن تفعيل الصندوق الأزرق سيساهم في اتخاذ تدابير ملموسة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها من خلال ابتكار واستحداث الآليات الكفيلة بتقييم وتعبئة ما يتطلبه من موارد مالية، مع ما يستدعيه ذلك من جهد لإقناع المانحين، على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، في القطاعين العام والخاص و هو ما سيفضي إلى إطلاق دينامية إيجابية، ستتمخض عن جملة من المشاريع، التي من شأنها أن تدعم اقتصاديات الدول الأعضاء وتعزز بنياتها. ولفت أن هذه الدينامية ستساهم أساسا في تحسين المسالك المائية الداخلية، وتهيئة الموانئ الصغيرة، وتطوير الصيد المستدام، فضلا عن مكافحة تلوث المجاري المائية، وتقوية شبكات الري، في أفق الارتقاء بمستوى الإنتاجية الفلاحية من اجل بناء أسس مستقبل متضامن وأكيد من طرف دول الأفارقة ولفائدة شعوبها التي تعاني من نقص الأغذية وتراجع احتياطيات المياه، إلى جانب الانعكاسات المترتبة عن التغيرات المناخية، التي تدفع أفواجا كبيرة من السكان إلى الهجرة، وتساهم في إضعاف الدول، وتفشي الهشاشة فيها و تفاقم الحروب اكما قال السعيد إن وجود جلالة الملك شخصيا ضمن اشغال لجنة المناخ بالكونغو يعد في حد ذاته مؤشرا على الوفاء بوعود المملكة و الرامية لتجويد الخدمات بدول القارة، في وقت يصعب فيه اجتماع قادة الدول تحت طاولة تفكيك القضايا العالقة و بالتالي فحرص جلالته على الحضور يعد موقفا نبيل اتجاه دول القارة و شعوبها و يكرس أيضا تفعيل التعاون جنوب-جنوب الذي أصبحت ملامحه واضحة وثابتة فالمغرب يسارع باقتسام ما لديه من تجارب و موارد من أجل جعل القارة الافريقية أكثر تطورا و إنتاجية