على عكس كل التوقعات، لم ينته مسلسل الصراعات الداخلية بحزب الاستقلال بإبعاد حميد شباط من الأمانة العامة للحزب وانتخاب نزار البركة مكانه شهر اكتوبر الماضي، إذ يعيش الحزب أزمة داخلية أشغلت فتيلها الصراعات بين التيارات المهيمنة داخل الحزب على رئاسة المجلس الوطني. ويعقد الحزب، اليوم السبت، مجلسه الوطني بالقاعة المغطاة للمركب الرياضي "محمد الخامس" بمدينة الرباط، برهان الحسم في اختيار رئيس جديد للحزب بعد نهاية ولاية توفيق احجيرة الذي تولى تلك المهمة منذ نهاية 2012. ويتمحور الصراع أساسا بين التيار الذي يقوده حمدي ولد الرشيد، والذي يرغب في بسط مزيد من السيطرة على هياكل الحزب، وتيار نزار البركة، الساعي إلى استعادة التوازنات حتى لا يتأثر مركزه كأمين عام للحزب. ويدعم تيار حمدي ولد الرشيد، الذي يضم أيضا القيادي البارز عبد الصمد قيوح، (يدعم) ترشيح رحال مكاوي لرئاسة المجلس الوطني. أما نزار البركة فيرفض تولي شخصا مواليا لحمدي ولد الرشيد رئاسة المجلس ويدعم نور الدين مضيان من أجل تولي هذا المنصب. نورالدين مضيان القادم من الريف، والذي تدرج في صفوف حزب الاستقلال، والذي يحظى بتقدير كبير وسط الاستقلاليين ، كان قد أعلن ترشحه لرئاسة المجلس الوطني، خالطا بذلك كل الأوراق في جهة ولد الرشيد وقيوح، وهو الترشح الذي لقي دعم الأمين العام نزار البركة، الذي يرى في مضيان المنافس الأمثل لمرشح تيار ولد الرشيد. ويتشبث تيار ولد الرشيد بالإسم الذي اقترحه لقيادة المجلس، في وقت عبر فيه الأمين العام بدوره على التشبث باقتراحه، دون أن يعبر أي من الطرفين على استعداده لتقديم أي تنازل في هذا الشأن، وهو ما يجعل يعزز إمكانية نشوب صراعات حامية الوطيس داخل أشغال المجلس اليوم السبت.