نشرت مجلة متخصصة نتائج دراسة علمية أجراها موسى مسرور، أستاذ علم المستحثات بكلية العلوم بجامعة ابن زهر بأكادير، بمعية باحث إسباني، حول موقع "أنزا" الجيولوجي بشمال المدينة، حيث بينت الدراسة أن الموقع يحتوي على آثار نادرة تعود لأصناف من الديناصورات عاشت بالمنطقة قبل ملايين السنين. في الحوار التالي نتحدث مع الباحث موسى مسرور حول نتائج الدراسة التي أنجزها، موقع "أنزا" وأهميته العلمية، وأهم المخاطر التي تتهدده بالزوال والاندثار. نشرت حديثا نتائج دراسة قمتم بها حول الموقع الجيولوجي "أنزا" بأكادير، الذي يضم آثار قوائم أصناف عديدة من الديناصورات التي عاشت بالمنطقة قبل ملايين السنين، حدثنا عن هذا الأمر؟ مسرور: بالفعل، نشرت المجلة المتخصصة Journal of African Earth Siences مؤخرا مقالة علمية كنت قد أنجزتها رفقة الباحث فييليكس بيريز لورنتي من جامعة "لا ريوخا" الإسبانية حول موقع "أنزا" الجيولوجي، والتي حاولنا من خلالها تسليط الضوء على هذه المنطقة التي تعد من الأماكن القليلة حول العالم التي يمكن العثور فيها على آثار قوائم بعض أصناف الديناصورات التي عاشت خلال العصر الطباشيري العلوي الذي في نهايته انقرضت الديناصورات. ماهي هذه الأصناف من الديناصورات ولماذا يعد اكتشافها بموقع "أنزا" أمرا نادرا للغاية؟ غالبية آثار القوائم التي قمنا برصدها داخل الموقع المحاذي للشاطئ تعود لديناصورات أقدامها مكونة من 3 أصابع (tridactyles)، وهي من فصيلة Théropodes ثنائية القوائم والتي كانت تتغذى على ديناصورات أخرى، بالإضافة إلى آثار قوائم لبعض الزواحف الطائرة، المعروفة باسمها العلمي Ptérosaures، لكن الأمر المثير والنادر هو اكتشاف مسار مشي يمتد حوالي 22 مترا مشكل من 32 وطأة قدم تعود لديناصورات من فصيلة Macropodosaurus ذات الأربع قوائم، ما يجعل موقع أنزا أول موقع على الصعيد الإفريقي والرابع في العالم التي يتم فيه رصد آثار قوائم هذا النوع من الديناصورات. موقع "أنزا" ورغم أهميته بالنسبة للباحثين في مجال المستحاثات، إلا أنه يعاني من مخاطر التعرية بحكم تواجده بالقرب من الشاطئ ما يهدده بالزوال، ماهي الرسالة التي تريدون إيصالها عن طريق هذه الدراسة العلمية؟ موقع "أنزا" فريد من نوعه وفيه آثار قوائم ديناصورات جالت وحكمت هذه المنطقة قبل 85 مليون سنة، وهو من المواقع الجيولوجية النادرة التي يمكن العثور فيها على مسار مشي ديناصورات يتجاوز 30 وطأة قدم، في حين لا يجد الباحثون في مواقع أخرى سوى مسارات مكونة من 10 خطوات على أكثر تقدير يكون قد تركها الديناصور المنقرض، لكن الأمر المؤسف هو أن هذا الموقع مهدد أكثر من أي وقت مضى باندثار كنوزه الجيولوجية بسبب مخاطر التعرية التي تتهدده نتيجة تراكم الحجارة كبيرة الحجم التي تحملها الأمواج صوب الموقع، بالإضافة إلى حجارة أخرى من بقايا مواد البناء التي كان يرمى بها قرب الموقع. لكني أشيد بسلوك ساكنة المنطقة التي كثفت جهودها رفقة جمعيات المجتمع المدني من أجل حماية الموقع وإبراز أهميته بأن وضعوا لافتات بلغات عديدة ومن وسائلهم الخاصة من أجل التعريف بما يحتويه من آثار نادرة، كما أدعو سلطات أكادير إلى التدخل كما تدخلت الساكنة، خاصة وأن الدراسة بينت بما لا يدع مجالا للشك قيمة الموقع العلمية، من أجل سن إجراءات لحمايته عن طريق بناء سور واقي يحميه من العوامل الطبيعية والبشرية، فضلا عن تضمينه ضمن العرض السياحي للمدينة.