مع اقتراب 31 يناير الذي أعلنته الحكومة تاريخا لرفع قرار إغلاق الحدود، يجدد الفاعلون في المجال السياحي دعواتهم لفتح الأجواء المغربية أمام الطائرات التي تحمل السياح في محاولة أخيرة لإنقاذ الموسم السياحي الذي فقد فرصة ذهبية لتحقيق الصحوة بعد فقدانه لشهري دجنبر ويناير. وقررت الحكومة المغربية غلق الحدود من جديد في 29 نونبر المنصرم لمدة 15 يوما قبل أن تمدده لغاية نهاية الشهر الجاري بسبب مخاوف من متحور أوميكرون وذلك على الرغم من الضغوط المتزايدة من الفاعلين في القطاع السياخي لتخفيف قيود السفر أمام الراغبين في زيارة وجهة المغرب. وقال عبد اللطيف أبوريشة، المسؤول الإعلامي بالمجلس الجهوي للسياحة بجهة مراكشآسفي، إن الفاعلين السياحيين بمدينة مراكش، والتي تعد الوجهة السياحية الأولى بالمغرب، يعيشون حالة من الانتظارية في انتظار قرارات الحكومة التي تبقى الوحيدة التي يمكن لها الإعلان عن مستجدات قرار الإغلاق. وأضاف في تصريح لموقع القناة الثانية أن جميع المتدخلين بالقطاع في المدينة وفي سائر الوجهات السياحية المغربية الأخرى ينتظرون نهاية الشهر لمعرفة التدابير الحكومية الجديدة المتعلقة بقرار تعليق الرحلات الجوية القادمة إلى المغرب، مشيرا إلى أن الأمور ستحسم في مجلس الحكومة الذي ينعقد كل خميس. من جهتها، قالت رجاء ولد حمادة، رئيسة لجنة التواصل بالجمعية الوطنية لوكالات الأسفار المغربية، إن قرار إغلاق الحدود تسبب في تداعيات سلبية سيعاني منها القطاع السياحي الوطني لوقت طويل، لا سيما وأن العديد من شركات الطيران ومتعهدي الرحلات بدأوا في صرف النظر عن المغرب كوجهة سياحية. وأوضحت في تصريح للموقع أن المغرب بدأ في خسارة السياح لصالح وجهات منافسة كمصر والإمارات، وهذا راجع بالأساس إلى إغلاق الحدود والضبابية التي تحيط به، حيث لا يتوفر الفاعلون بالقطاع على رؤية واضحة بخصوص موعد استئناف النشاط وهو ما يدفع العديد من شركاء وكالات الأسفار المغربية التي يقدر عددها بحوالي 155 وكالة في البلدن المصدرة للسياح إلى إرسال زبنائهم إلى وجهات أخرى لم تغلق الأجواء أمام الرحلات الدولية. وتابعت أن قطاع وكالات الأسفار بالمغرب يواجه العديد من المشاكل التي انطلقت بالتزامن مع ظهور جائحة كورونا وما أعقبها من قرارات احترازية اتخذتها السلطات من قبيل إغلاق الحدود وفرض حجر صحي شامل، وهو ما تسبب في شل القطاع السياحي بشكل كامل، حيث يشكل قطاع وكالات الأسفار جزء مهما في المنظومة السياحية الوطنية ويساهم في إدخال حصة مهمة من العملة الصعبة إلى البلاد، كما يشغل عددا كبيرا من المغاربة ويساهم في إشعاع السياحة المغربية.