تضرر المسرح والمسرحيين في المغرب بشكل كبير من تداعيات كورونا، مع الإغلاق الذي طال صالات العروض والمسارح خوفاً من تفشي الوباء في نسخته الجديدة. وفي خطوة للتخفيف من تداعيات الجائحة وتأثيرها المادي والمعنوي على العاملين بقطاع أبي الفنون، وقعت وزارة الثقافة اتفاقية شراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بهدف تنظيم تظاهرة مسرحية سنوية تحت شعار "المسرح يتحرك". خلال هذه التظاهرة يتوقع أن يُسجل 60 عمل مسرحي واقتناء حقوق بثها عبر قنوات الشركة الوطنية وعبر المنصة الرقمية لقطاع الثقافة، بمبالغ تتراوح بين 150.000 درهم و200.000 درهم لكل مسرحية. ويبدو أن خطوة الوزارة الوصية، كانت تفاعلا مع حملة واسعة أطلقها قبل أيام عدد من المسرحيين تحت عنوان: "أنقذوا المسرح المغربي من السكتة القلبية". في هذا السياق، يقول أمين ناسور، المخرج المسرحي: "نثمن المبادرة ونثمن تجاوب السيد الوزير مع نداء المسرحيين المغاربة، وهو تجاوب في زمن قياسي إذ لم تمر على نداء المسرحيين سوى أسبوعين". وتابع ناسور، في تصريحه لموقع القناة الثانية"، أن اتفاقية وزارة الثقافة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة "مبادرة لإحياء المسرح المغربي داخل التلفزة المغربية، وهي خطوة كانت مطلبا قديما للمسرحيين المغاربة". كما أوضح المخرج المسرحي، أن المسرح يتحرك سيكون "موعدا سنويا قارا، على أساس أن تكون هناك دورات أخرى في السنوات المقبلة، وهي مسألة محمودة ولا يمكن إلا أن نصفق لها، مع متمنياتنا بنجاح هذه المحطة". وأشار المصدر ذاته، أنه "ستكون هناك محطات أخرى تنظيمية وإجراءات أخرى ستعلن عنها الوزارة مستقبلا، تدعم حضور المسرح المغربي في الساحة الوطنية والدولية وتنعش آمال المسرحيين المغاربة وأيضا الإبداع المغربي". من جانبه، يرى خالد بويشو، مدير فرقة مسرح تافوكت ومؤسسة تافوكت للإبداع، أن "توقيع هذا الاتفاق يخدم الحركة المسرحية، إذ سيكون الربح الأول توثيقيا لمختلف التجارب المسرحية، وثانيا ستجد الفرق الفرصة السانحة للوصول عبر الشاشة لأكبر عدد من المتفرجين، علاوة على استفادة الطاقمين الفني والتقني لكل عمل من عائدات مادية ولو أن القيمة التي حددت لاقتناء الأعمال متواضعة بحكم المعلن أعلاه". ونبه بويشو، في حديثه لموقع القناة الثانية، إلى وجود "اختلاف المدارس والتجارب والمسارح المغربية"، متسائلا حول ما إذا كان "سيتم برمجة التسجيل والتصوير في نفس القاعة أو المسرح مثلا". واستبعد مدير فرقة مسرح تافوكت، أن "تحظى الفرق بنفس الظروف التقنية مسرحيا وتلفزيونيا؛ من حيث الإخراج والآليات وزوايا الالتقاط والكثير من النقط والتساؤلات التي ستطرح". كما شدد بويشو، على أن يراعي الاتفاق "العدالة المجالية واللغوية، من خلال إبراز التعدد الثقافي المغربي في إطار الوحدة الوطنية بشكل متوازن بين مختلف التعابير اللسنية الوطنية من تاشلحيت وتاريفيت وتمازيغت، والعامية المغربية والعربية الفصحى والحسانية". كما دعا المتحدث ذاته، إلى "إيجاد الأجوبة اللازمة لكل هذه التساؤلات منذ الآن، "من أجل تنزيل سليم لنوايا الاتفاق على أرض الواقع، ويجسد بالفعل جزء من خطة عمل لإنقاذ المسرح المغربي، مع المحافظة على الاتفاق كمكسب دائم، إلى جانب التمسك بمكتسبات الدعم المسرحي والمهرجان الوطني للمسرح وتطويرهما ماديا ومعنويا بحيث لا يكون الاتفاق بدل لهما بل مكملا لهما".