انتقل إلى عفو الله تعالى، مساء اليوم الجمعة 17 دجنبر، الفنان الراحل الرايس أحمد بيزماون، عن عمر يناهز 72 سنة، وذلك بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج. ويعتبر أحمد بيزماون، الي ولد بمنطقة ايت تامر بإقليم أكادير ايداوتنان سنة 1949، من بين الروايس المجددين في فن الروايس بسوس، وخلف عددا من الانتاجات الفنية، ويعتبر من بين الفنانين الأوائل الذين سجلوا أغاني على كل الحوامل، (الطورنو ديسك، أشرطة الكاسيط، القرص، الفيديو)، بدأ في تسجيل أغانيه منذ سنة 1975. وفي اتصال هاتفي لموقع القناة الثانية بالفنان أحمد أماينو، قال هذا الأخير في شهادة في حق الراحل: " أحمد بيزماون، فنان خلق ثورة في فن الروايس منذ بداياته سنة 1971، لديه طريقة مميزة في الغناء، و صوته رخيم، ودخل الى المقامات بطريقة عصرية، ويعتبر أول من رسخ فكرة آلة الإيقاع "الطام طام" في هذا اللون الغنائي". وأضاف أماينو في حديثه قائلا: " بيزماون مجدد في الأغنية الأمازيغية، طريقة غنائه متميزة، وصوته عاطفي، لا يقلد أحدا، ويعتبر مدرسة منفردة، حضوره قوي بين أعمدة الروايس في زمانه، حيث عاصر في البداية كبار الروايس، من أمثال الرايس محمد الدمسيري وسعيد اشتوك، وجامع الحميدي ومبارك ايسار، وأحمد بيزماون وغيرهم". خلف الرايس احمد بيزماون أغاني خالدة في التراث الأمازيغي، من أشهرها روائع "بوسالم" و" ماتا غيكادي"، و" إويغد أوكان أمارك"، و"أوريلي مايسن" التي غناها بآلة البانجو، و"دونيت أتاروميت"، كما غنى عن حدث المسيرة الخضراء سنة 1975. ارتبط الراحل كثيرا بالبحر، وكون معه علاقة عشق بلا نهاية، حيث كان يقضي معظم أوقاته أمام موج الأطلسي، وأصبحت شواطئ تيفينت وسيدي الطوال وسيدي واساي، عنوان منزله المفضل، يقضي أمامه ساعات في الصيد والبحث عن الذات والكلمات والألحان، وحيدا في أغلب الأحيان، غير مكترث بصخب الدنيا وضجيج المدينة، يقصده محبوه بين الفينة والأخرى، ليصلوا معه الرحم. عاش في أواخر حياته مرحلة صعبة، حيث أصيب بمرض السرطان على مستوى الرئتين، وتكفلت به جهات عديدة، وتم إدخاله مصحة خاصة بمدينة أكادير، حيث قضى بها أشهرا، قبل أن يعود لمنزله بالدشيرة، حيث وافته المنية.