باتت المئات من أشجار الأركان المتواجدة بمدينة أيت ملول الواقعة جنوبأكادير مهددة بالاقتلاع بصفة نهائية بعد الإعلان عن بدء الأشغال في شبكة للطرق والتطهير تمهيدا لإنشاء مشروع ترفيهي. وأثار القرار حفيظة مستغلي الأراضي التي تقع عليها هذه الأشجار كما دخلت على الخط جمعيات حماية البيئة التي اعتبرت أن الخطوة تجسيد لاستمرار المد العمراني في اكتساح ما تبقى من مساحات خضراء بأيت ملول كما تساءلت عن مصير الأفراد الذين سيتوقف مصدر رزقهم بعد اجتثاث المئات من أشجار الأركان التي تعد موروثا ثقافيا تتميز به منطقة سوس عن سائر بقاع العالم. وانطلقت شرارة هذا الجدل بعد أن تداولت وسائل الإعلام لخبر إقدام شركة العمران بأكادير على إطلاق طلب عروض لاقتلاع 430 شجرة أغلبها من الأركان والواقعة بالمنطقة الصناعية لأيت ملول بغرض فسح المجال أمام إنجاز مشروع للعرض والترفيه، حيث ينتظر الرأي العام المحلي بتوجس اختيار الجهة التي سيعهد إليها تنفيذ "حكم الإعدام" في حق المئات من هذه الأشجار التي عمرت بالمنطقة لسنوات طويلة. ولم ينتظر رد الشركة كثيرا حيث سارعت إلى إصدار بلاغ من أجل توضيح حيثيات القضية بعد أن بدأ الخبر في الانتشار والاستئثار باهتمام الرأي العام المحلي وجمعيات حماية البيئة، إذ وصفت الإقدام على اقتلاع الأشجار الأيقونية بالخطوة الضرورية بحكم تواجدها على مستوى المسالك المخصصة للطريق و التجهيزات التحتية التي سيتم إنجازها على العقار موضوع المشروع، مشيرة إلى أن هذه الأشغال لن تتم بتاتا على حساب التوازنات البيئية وأنها تلتزم بتعويض الأشجار عبر اقتناء عدد مماثل أو أكثر من شجر الأركان لغرسه في أماكن سيتم تحديدها لاحقا بالتنسيق مع المصالح المختصة. وبدورنا انتقلنا لمدينة أيت ملول للحديث مع محمد أمكاسو، مدير وكالة العمران إنزكان اشتوكة أيت باها، الذي أكد لمراسلنا بأكادير الحسين أوزيك أن الشركة التي يمثلها شركة مواطنة تعطي للجانب البيئي أهمية قصوى وتقوم سنويا بغرس أزيد من 2000 شجرة سنويا، مشيرا إلى أن أشجار الأركان التي سيتم اقتلاعها لن تتجاوز 100 شجرة على أن يتم التعامل مع البقية "بشكل تدريجي". من جهته، أكد الحسين العسري، رئيس جماعة أيت ملول، لمراسل القناة الثانية، أن الموضوع بطبعه حساس وأن شجر الأركان بمنطقة سوس يكتسي أهمية كبيرة، لكنه بدا مطمئنا لقرار شركة العمران التي تعهدت حسب قوله في اجتماع سابق بحضور مصالح المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بأكادير بتعويض كافة الأشجار التي سيتم اقتلاعها في مناطق أخرى داخل المدينة. أما مديرية المياه والغابات بأكادير فقد رمت الكرة في ملعب السلطات المحلية والشركة حاملة المشروع، حيث أوضح حميد بنسويبة، مديرها الجهوي، أن القطعة الأرضية موضوع المشروع فقدت كل مواصفات الصبغة الغابوية مما يجعلها غير خاضعة للتشريع الغابوي وبالتالي فإن أي قرار يتعلق بتخصيصها أو إعادة تخصيصها يبقى من اختصاص السلطات المحلية لمدينة أيت ملول.