أكد الأكاديمي المغربي المختص في العلاقات الدولية ، محمد عطيف ، تكريس الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال46 للمسيرة الخضراء ، لمجموعة من الرسائل التأطيرية لملف الوحدة الترابية ، مشيرا على ان المجتمغ الدولي على وعي ودراية بكون الطرف الجزائري له أهمية ودور في النزاع المفتعل كما هي عملية الحل السلمي . عطيف قال لموقع القناة الثانية ، ان التوجه الملكي في ملف الوحدة الترابية ، يزكي مبدأ ان الصحراء المغربية ليست للتفاوض ، مشيرا إلى ان مسألة السيادة الصحراء لها حجها القانونية والتاريخية . وأوضح الأكاديمي المختص في العلاقات الدولية ، إسهام الاعتراف الأمريكي في تحول في مسار الملف بحكم كونه اعتراف سيادي لدولة ذات تأثير في الساحة الدولية . ويرى عطيف ،ان عدم سحب القرار الأمريكي كما روج له أعداء الوحدة الترابية دليل على رجاحة الموقف المغربي من النزاع المفتعل مضيفا الى ان الحراك القنصلي أسهم في تكريس مبدأ السيادة المغربية . هذا التكريس وفق الباحث يأخذ مرجعيته من معاهدة فيينا القنصلية والتي تؤطر عملية تبادل فتح القنصليات في إطار السيادة الكاملة للدول ، وهو ما يبرهن هذا المكسب الدبلوماسي والقانوني للمغرب . أما بخصوص اشارة الخطاب الملكي لضرورة إشراك الجار الجزائري كطرف في النزاع ، أوضح الباحث الجامعي المختص في العلاقات الدولية لموقع القناة الثانية ، ان التوجه المغربي يرمي الى تقويض التقاعس الجزائري في المشاركة والحد من محاولات افتعال الأزمات بالمنطقة بإشراكها في مسؤولية حل النزاع مع المغرب. وشدد الخبير المغربي ، على وعي المجتمع الدولي ودرايته بكون الطرف الجزائري له أهمية ودور في النزاع المفتعل وأيضا في عملية الحل السلمي . ونبه المتحدث إلى ان الجزائر خلال الأشهر الأخيرة تحاول افتعال أزمة بالمنطقة عبر ترويج أكاذيب وجر المغرب الى نزاع مسلح ، مشيرا إلى ان المملكة بذكاء وحنكته يعرف كل خبايا المنطقة وتحترم المواثيق والعهود الدولية . في ذات السياق ، يرى الخبير في العلاقات الدولية ، ان المغرب عبر الخطاب المغربي الاخير أرسى مقاربة جديدة على مستوى توجه الديبلوماسي ، يرتكز في البداية على تحييد التهديد الجزائري لسلم والأمن الدولي ، بالإضافة الى إبعاد بعض الدول من المواقف المبهمة والرمادية . ونبه الأكاديمي المغربي إلى ان المملكة اليوم انتزعت ملف الوحدة الترابية كورقة ضغط اقتصادية ودبلوماسية وذلك عبر التنصيص على عدم التعاون او الشراكة دون تضمين أقاليمه الجنوبية ضمن الاتفاقيات الاقتصادية . بهذه الخطوة لإغلاق البياضات الديبلوماسية ، يرى الجامعي عاطف انتهاج المغرب أسلوب جديد في علاقته الاقتصادية مع الدول وهي نقطة جديدة في المسار الديبلوماسي المغربي. وخلص المتحدث ، ان هذا النهج الجديد لن يكون ذا تأثير سلبي اقتصاديا على المغرب ، وذلك بالنظر الى موقع المملكة الجيوبولتيكي و كونها محور الانشطة الاقتصادية بين العمق الأوروبي والإفريقي ، كما ان التحولات التي شهدها المغرب تجعل منه قوة بالمنطقة يستدعي من الدول ان تعيد النظر في موقفها تجاه تعاملها مع المملكة.