من جديد، خرجت الرئاسة الجزائرية باتهامات جديدة لا تستند على دلائل منطقية ولا حجج مقنعة ضد المغرب، بعد أن دأب النظام العسكري الحاكم بالجارة الشرقية، خلال الأشهر الأخيرة، على تصيّد كل الفرص الممكنة وغير الممكنة، من أجل الهجوم على المغرب وتصدير أزماته الداخلية. وادّعت الرئاسة الجزائرية في بيان لها الأربعاء "مقتل 3 مواطنين جزائريين في قصف لشاحناتهم، خلال تنقلهم بين خط مدينة ورقلة بالجنوب الجزائري والعاصمة الموريتانية نواكشوط"، موردة بأنّ "عدة عناصر تؤكد ضلوع القوات المغربية في "ارتكاب هذا الاغتيال بواسطة سلاح متطور"، دون تحديد طبيعة هذه العناصر، مشيرةً أن "اغتيالهم لن يمضي دون عقاب". الخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان، اعتبر أنّ "لغة البيان وطريقة إصداره المليئة بالتهديد والوعيد تبرز بالملموس أن النظام الجزائري يعد العدة لحرب مباشرة أو بالوكالة ضد المغرب، خاصة بعد توالي نكساته وهزائمه السياسية والاقتصادية والدبلوماسية." وتابع الخبير المغربي في تصريحه لموقع القناة الثانية، أنّ هذه اتهامات خطيرة وتداعياتها أكثر خطورة على البلدين والمنطقة التي لا تتحمل اضطرابات اضافية، مشيراً أن احتمالات اندلاع حرب مباشرة أو بالوكالة أصبحت كبيرة، خاصة وأن توالي الازمات الداخلية وفشل جميع المقاربات السياسية والاقتصادية والعسكرية الجزائرية، تجعل النظام الشمولي الجزائري يبحث عن أي نزاع لتصدير الازمات الداخلية وأي مشجب لتعليق الفشل والتخبط الذي غرق فيه المسؤولون الجزائريون." وأمام هذه الاستفزازات المستمرة والمنسقة، يبرز حسن بلوان يبقى المغرب وفيّاً لمبادئه السياسية في ضبط النفس واعمال القوة الهادئة وعدم الانجرار نحو ردود الفعل غير المحسوبة العواقب اتجاه الشعبين المغربي والجزائري، مع تبني دبلوماسية الفعل الميداني بعيدا عن المهاترات الإعلامية للرئيس الجزائري ورئيس الأركان الذين يعيشون عقدة مرضية في العداء اتجاه المغرب". وتابع الخبير في العلاقات الدولية أنّ هذا الصمت المغربي "يزعج حكام الجزائر أكثر، لأنه مقرون بعمل ميداني يحقق النجاح تلو الاخر مقابل الاخفاقات الجزائرية"، كما أنه "يقابله استعداد عسكري جيد للقوات المسلحة الملكية وتطوير ترسانة العسكرية بأسلحة نوعية قلبت موازين القوى في الصراع المفتعل"، إلى جانب أن سياسة عدم الانجرار نحو ردود الأفعال أحرجت كثيرا حكام الجزائر أمام المجتمع الدولي، الذين يديرون الأمور الداخلية والخارجية بطريقة تقليدية وماضوية يطغى عليها تفكير وعقلية الحرب الباردة". واعتبر بلوان أنّ هذه المناورات الجزائرية المكشوفة "حركات تسخينية لمخطط عدائي يعده النظام العسكري، وحدود احتمالات اندلاع الحرب او مناوشات اصبحت كبيرة"، مشدداً على أن القوات المسلحة الملكية مستعدة لجميع السيناريوهات، خاصة إذا تعلق الأمر بقضية الصحراء المغربية والدفاع عن وحدة المغرب وسيادته الترابية،، رغم استمرار المملكة في سياستها المبدئية "في تبني القوة الهادئة، والدفاع عن وحدته الترابية المقدسة، وعدم الالتفات للاستفزازات الصبيانية التي انخرط فيها النظام العسكري الجزائري الذي فقد البوصلة ويتجه بالمنطقة نحو المجهول."