عاد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق، إلى قيادة حزب العدالة والتنمية من جديد، ليخلف سعد الدين العثماني الذي استقال من الأمانة العامة لحزب المصباح بعد سقوطه المدو في الانتخابات الأخيرة. وانتخب بنكيران في المؤتمر الاستثنائي لحزب المصباح، مساء أمس، بأغلبية الأصوات، إذ حصل على 1012 صوتا من مجموع 1252 من المصوتين، ونال عبد العزيز عماري 221 صوتا، وعادت 15 صوتا لعبد الله بوانو، فيما ألغيت 4 أصوات. ومن باب الأمانة العامة لحزب "البيجيدي"، يحظر بنكيران في المشهد السياسي الوطني اليوم بعد 5 أعوام من إعفائه من رئاسة الحكومة، بعد أزمة "البلوكاج" التي دامت خمسة أشهر تقريبا. يرى عبد أبو عوض، أستاذ القانون والعلوم السياسية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، أن "عودة عبد الإله بنكيران لقيادة حزب العدالة والتنمية والوقوف على اكتساحه للانتخابات داخل الحزب بفارق كبير على عبدالله بوانو له مجموعة من الدلالات المرتبطة بالحزب ومستقبله". من هذه الدلالات، أن "البيجيدي" بعد الانتخابات الأخيرة "عرف تجويفا كبيرا في ثقته بنفسه من حيث البقاء سياسيا في المشهد السياسي، وأن الحزب لا يعرف سير تنظيماته إلا بمبدأ الشيخ والمريد، أو مبدأ الزعامة الفردية"، يضيف أبو عوض. وأوضح أستاذ القانون والعلوم السياسية، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن "عودة الزعامة لعبد الإله بنكيران دون غيره، يعني أن الحزب يفتقر إلى الزعامات والقيادات داخله، إلى جانب أن الحزب يعرف انعزالا سياسيا لم تعد تنطلي حيلة البهرجة الكلامية والوعود الفارغة على المواطن المغربي، فعاد بنكيران ظنا منهم أنه سيعيد الحزب للواجهة الشعبية بأسلوبه التواصلي". وفي علاقة بمستقبل الحزب بوجود عبد الإله بنكيران أمينا عاما جديدا، يعتقد عبد الله أبو عوض، أستاذ القانون والعلوم السياسية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، أن حزب العدالة والتنمية "رهين بمستقبل نخبه وسؤال تجديدها، وكذلك تفريغ الحزب من تيار الاستوزار الذي عُرف بالنرجسية السياسية في تعامله تحت مبدأ النضال من القواعد بمثابة واجب شرعي على المناضلين". وخلص المتحدث قائلا: "مما لا جدال فيه، أن فكرة عودة الحزب للمشهد بالقوة التي كانت في سابق عهده غير واردة، لعدة أسباب مرتبطة بما هو متغير دولي ووطني، ولكن الحزب سيبقى ليمثل شريحة من المجتمع لها حركياتها المشهدية داخل العمل السياسي".