ظلت الأحزاب المغربية ذات التوجه اليساري متأرجحة في السنوات الماضية بين المشاركة في الحكومات السابقة وبين اصطفافها في المعارضة. غير أن خريطة مجلس النواب المقبل، ستتميز بوجود عدة أحزاب يسارية في المعارضة، ما يمنحها فرصة سانحة للتوحد في قطب يساري كبير ولو على مستوى التنسيق البرلماني كخطوة أولى. تُسجل شريفة لموير، الباحثة في العلوم السياسية، أن "ما كشفت عنه نتائج المحطة الانتخابية ل8 شتنبر يصب في ضرورة بلورة وضوح إيديولوجي بغية إيجاد حلول للخيار الديمقراطي الذي تبناه المغرب وانخرط فيه منذ سنوات". وتابعت الباحثة في العلوم السياسية، في تصريحها لموقع القناة الثانية، أن "اصطفاف أحزاب اليسار في المعارضة هي فرصة للتنسيق المشترك". واعتبرت شريفة لموير، الباحثة في العلوم السياسية، أنه "من الضروري استغلال هذه الفرصة التي جمعت أحزاب اليسار في المعارضة، والعمل على تقارب وجهات النظر في أفق توحيد الرؤى لبلوغ التنسيق بينها على مستوى العمل البرلماني والنقابي والأذرع الموازية، وتجاوز كل الخلافات المبنية على خلافات مشخصنة لا على المشاريع". كما دعت المتحدثة ذاتها، إلى "ضرورة التعامل مع هذه الفرصة بكل مسؤولية بعيدا عن خلافات القيادات اليسار التي أدى ثمنها تفرق اليسار". وأوضحت لموير، أن "إضاعة هذه الفرصة الكبيرة اليوم هو بمثابة الوقوف على حقيقة استحالة توحيد اليسار، وأيضا فشله في مواجهة التحديات الكبرى القادمة". وخلصت شريفة لموير، الباحثة في العلوم السياسية، "أن نشوء هذا القطب اليساري هو بلورة لاستراتيجية مسيرة النضال الديمقراطي الدستوري من داخل المؤسسات، وهو ما يستلزم معه تفعيل الاختصاصات الكبرى التي منحها الدستور الجديد للمعارضة".