في الوسط القروي كما الحضري، ليس تدبير الشأن العام مناطا حصريا للرجال. يطو الجعفري واحدة من النساء اللواتي حققن، خلال اقتراع 8 شتنبر، ولوجا من الباب الواسع للحقل السياسي باقليمافران، عبر الظفر برئاسة المجلس الجماعي لتمحضيت. في الرابعة والعشرين من العمر، تود يطو إثبات ذاتها كامرأة شابة طموحة مؤهلة، بتصميمها والتزامها السياسي، لرفع تحدي تدبير الشأن الجماعي لبلدتها الواقعة في قلب الأطلس المتوسط بتعداد يناهز 14 ألف نسمة. منحدرة من أسرة متوسطة، تتطلع المنتخبة الشابة الى التموقع في دائرة القرار السياسي من أجل اعطاء دينامية سوسيو اقتصادية لجماعتها والانخراط بقوة في تنميتها الترابية والنهوض بالمنطقة التي نشأت فيها وتشربت حب أرضها وحس الانتماء الى ساكنتها. يطو، التي تخرجت من كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، وضعت حدا لتعاقب سنوات طويلة انفرد فيها الرجل برئاسة جماعة تمحضيت. فتحت يافطة الحركة الشعبية، كانت يطو من حاملات شعلة التعبئة خلال الحملات الانتخابية على مستوى الاقليم من أجل تقديم الخطوط العريضة لبرنامج الحزب واقناع الناخبين، وخصوصا الشباب، هذه الفئة ذات الوزن الحاسم في العملية الانتخابية. قبل السياسة، كانت الشابة قد انخرطت في الحقل الجمعوي، حيث عرفت بحيويتها ومثابرتها. فقد تميزت الرئيسة الجديدة للمجلس الجماعي بنشاطها البارز في البنيات التربوية وحماية الطفولة. تؤاخذ يطو، في تصريحها لوكالة المغرب العربي للأنباء، على الأحزاب السياسية عدم نجاحها في الاستجابة لمطالب المواطنين وتحسين ظروف عيشهم بشكل ملموس، معتبرة أن مشاركتها في الحياة السياسية بمثابة تحد للنهوض بالأداء على مستوى تدبير الشأن المحلي. الهدف الذي يرتسم أمام يطو هو الانخراط في بلورة السياسات العمومية المحلية. أما أولويات المجلس فتتمثل في تأهيل المسالك الطرقية وتعميم الماء الشروب والكهرباء والتنمية الزراعية. تشير المنتخبة الى الموقع الاستراتيجي لجماعة تمحضيت معبرة عن ارادتها لتشجيع التنمية وانعاش النشاط السياحي وخصوصا السياحة الجبلية في أفق تحقيق تنمية مستدامة للاقليم. وشددت يطو الجعفري أيضا على ضرورة تحسين الخدمات الادارية المقدمة للمواطنين، مراهنة على ابرام اتفاقيات شراكة مع باقي الهيئات المنتخبة والمؤسسات الناشطة على الصعيدين الجهوي والوطني. مقبلة على تجربة سياسية فريدة كأول رئيسة لمجلس جماعي على صعيد اقليمافران، تتسلح يطو الجعفري بقوة معنوية وتفاؤل متجذر بالنجاح في تأمين تنمية اقتصادية مستدامة لمسقط رأسها، تيمحضيت.