أخفق منتخب مصر لكرة القدم في تكرار أفضل نتيجة له ضمن مشاركاته في الألعاب الأولمبية عندما انتهى مشواره عند الدور ربع النهائي في أولمبياد طوكيو السبت، بسقوطه بهدف نظيف أمام البرازيل حاملة اللقب، فيما تحسر مدرب الفراعنة على غياب محمد صلاح وقوانين الاتحاد الدولي (فيفا). وأمل منتخب مصر الأولمبي بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الاولى منذ أولمبياد طوكيو بالذات1964 عندما حل رابعا على غرار أمستردام 1928، في أفضل نتيجتين له.
إلا أن هدفا واحدا من ماثيوس كونيا في الدقيقة 37 كان كفيلا بإنهاء هذا الحلم في حين بقيت آمال البرازيل بالاحتفاظ باللقب الذي حققته للمرة الاولى على أرضها في ريو 2016 قائمة، إذ تلاقي المكسيك تاليا التي تفوقت 6-3 على كوريا الجنوبية.
وقال قلب الدفاع أحمد حجازي لوكالة فرانس برس بعد اللقاء "كانت مباراة صعبة جد ا أمام فريق برازيلي متكامل يملك لاعبين مميزين ومدعم بلاعبين كبار. حاولنا إغلاق المباراة عليهم ولعب مواجهة أكثر هجومية من لقاء إسبانيا والأرجنتين، وكان بإمكاننا ان نبادر في التسجيل حتى في الشوط الاول أو إدراك التعادل".
وتابع لاعب الاتحاد السعودي "المباراة كانت ندية والتعادل كاد يأتي في أي من اللحظات الأخيرة. طبعا لسنا سعداء في النتيجة لكن راضين عن أنفسنا".
من جهتها، عادت البرازيل إلى ملعب "سايتاما" الذي حسمت فيه مواجهتها في الدور نصف النهائي من كأس العالم 2002 أمام تركيا، قبل أن يمضي رونالدو، ريفالدو، كافو وزملاؤهم نحو التتويج بلقب سيليساو الخامس في المونديال على حساب ألمانيا في النهائي على ملعب يوكوهاما في العاصمة.
وانتظر الفراعنة حتى الجولة الاخيرة من دور المجموعات لضمان تأهلهم الى الادوار الإقصائية بعد مخاض عسير. إذ استهلوا المشوار بتعادل سلبي لافت مع إسبانيا، وسقطوا امام الأرجنتين صفر-1 في الجولة الثانية، قبل أن يحققوا أول انتصاراتهم على أستراليا 2-صفر وينتزعوا بطاقة التأهل على حساب منتخب التانغو بفارق الاهداف عنه بعد تعادل الاخير مع إسبانيا 1-1.
وكان الفريقان التقيا في مباراة ودية في القاهرة في 17 نونبر الماضي وانتهت بفوز أصحاب الارض 2-1.
وغاب عن منتخب مصر نجمها محمد صلاح لعدم حصوله على الإذن من ناديه ليفربول الإنكليزي للمشاركة في الألعاب، ما تحسر عليه المدرب شوقي غريب.
وقال خلال المؤتمر الصحافي "انضمام صلاح الذي يعتبر من أهم ثلاثة لاعبين في العالم لأي مجموعة يمنح القوة والمكانة للفريق. ولكن كل الفرق التي شاركت لم تمتلك غالبية لاعبي المنتخب الاول باستثناء إسبانيا التي تملك العديد من الذين شاركوا في كأس أوروبا".
وأضاف "طالما القرار في يد النادي، لا يمكننا القيام بأي شيء ... الاتحاد الدولي لكرة القدم يمنعنا من الإستفادة من اللاعبين، إذ كان لدينا أيضا أمثال مصطفى محمد هداف الفريق في تركيا ولم يسمح لنا في ضمه، كان من الممكن لأمور مثل هذه أن تشكل إضافات".
وختم فيما يخص نظام البطولة المخصص للاعبين دون 23 عاما باستثناء ثلاثة فوق هذا السن"أتمنى أن يسمح فيفا للاعبين الكبار أن ينضموا الى هذه البطولة".
وأجرى غريب تغييرا واحدا على التشكيلة التي بدأت أمام أستراليا، إذ دفع بعمار حمدي بدلا من صلاح محسن، علما ان الاخير دخل في الدقيقة 62 ونشط خط الهجوم.
ورد ا على أسباب إبقائه على دكة البدلاء، قال غريب لفرانس برس "صلاح لاعب مهم في المنتخب ولكن هناك فارق بين المباراة التي لعبناها ضد أستراليا مع أربعة مهاجمين مقابل ثلاثة اليوم، هذا هو السبب ربما فقط. نقوم بمداورة اللاعبين إذ خضنا أربع مباريات في تسعة أيام".
أما من جهة منتخب السامبا، عاد دوغلاس لويز الى التشكيلة بعد أن غاب عن الفوز على السعودية لطرده في المواجهة ضد ساحل العاج، ليحل بدلا من ماثيوس هنريكي.
وأمام مدرجات فارغة في الملعب شمال غرب طوكيو تخرقها همهمة الصحافيين وتعليمات المدربين وأصوات التشجيع "المزيفة" الصادرة عبر مكبرات الصوت، أتيحت أول فرصة لمنتخب مصر عندما وصلت كرة عن طريق الخطأ الى أكرم توفيق داخل المنطقة إثر تشتيت برازيلي خاطئ، تابعها برأسه مرت قريبة من القائم (13).
ضغط بعدها البرازيليون وأثمر ذلك عن هدف المباراة الوحيد لماثيوس كونيا عندما وصلته عرضية من ريتشارليسون الى داخل المنطقة سددها زاحفة على يمين الحارس محمد الشناوي (37). أما مصر فأنهت الشوط الاول من دون أي تسديدة على المرمى.
وكادت البرازيل تدرك الهدف الثاني عبر كونيا الذي سدد كرة زاحفة حولها الشناوي الى ركنية (47).
ودفع غريب بمحسن وإمام عاشور بدلا من أحمد ريان وكريم العراقي في محاولة لتنشيط خطي الوسط والهجوم (62). وانتظرت مصر حتى الدقيقة 70 للتسديد للمرة الاولى بين الخشبات الثلاث عبر محسن كانت سهلة بين يدي سانتوس.
وأفلت المنتخب الإسباني من الخروج من البطولة لولا بديله رافا مير الذي دخل من دكة البدلاء في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع وسجل هدف التعادل بعد ثوان من تقدم ساحل العاج 2-1 في النتيجة.
افتتح المنتخب الإفريقي التسجيل عبر قلب الدفاع إريك بايي (10) قبل أن يعادل داني أولمو في الدقيقة 30. وفي حين كانت المباراة متجهة الى التمديد، منح ماكس غراديل التقدم لساحل العاج في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع (90+1) لتبدو في طريقها الى دور الاربعة.
إلا أن مير دخل بعد دقيقة وعادل النتيجة لإسبانيا في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ليحتكم الفريقان الى شوطين إضافيين. تحصل باو توريس على ركلة جزاء انبرى لها ميكيل أويارسابال بنجاح (98) قبل أن يضيف مير الرابع والخامس (117 و120+1) حاسم ا المواجهة.
وتلتقي إسبانيا في نصف النهائي مع اليابان الفائزة بركلات الترجيح 4-2 على نيوزيلندا بعد انتهاء الوقتين الاصلي والإضافي بالتعادل السلبي.