الطيب بياض عن المؤرخ الراحل المودن: "خبير البوادي المغربية وباشا الدراسات العثمانية"

اعتبر الطيب بياض، أستاذ التاريخ الراهن كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، جامعة الحسن الثاني، أن المؤرخ المغربي الراحل، عبد الرحمان المودن بمثابة "خَبير البوادي المغربية وباشا الدراسات العثمانية"، مضيفاً أنه كان "أحد الرواد المجددين في الكتابة التاريخية المغربية ومن أوائل الكتاب المنفتحين على المدارس والمناهج الغربية.
وتابع الجامعي المغربي في شهادته في حق الراحل المغربي الكبير الذي غادرنا إلى دار البقاء السنة الماضية، أن المودن من أوائل المهتمين بتطوير الكتابة التاريخية المغربية، مشيراً أنه اشتغل على الدراسة المونغرافية التي همت منطقة "إيناون" التي ينتمي إليها، قبل الانتقال إلى الدراسات العثمانية في اختيارات معينة، ليقدم إسهامات بحثية ومعرفية في غاية الأهمية.
وقدّم بياض خلال الندوة التكريمية التي نظمتها الجمعية المغربية للبحث التاريخي والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، صباح الجمعة، كتاب "عتبات مؤرخ، مسار عبد الرحمان المودن"، الذي قام بتنسيقه كل من عبد الرحيم بنحادة وعبد الأحد السبتي وعبد الجليل ناظم، وهو عبارة عن إسهامات لحوالي 39 باحثاً وباحثة من مختلف الجامعات المغربية والتونسية والفرنسية والأمريكية، جرى تدبيجها بلغات ثلاث: العربية والفرنسية والإنجليزية.

وصدر الكتاب الجديد في مائة وأربع وتسعين (194) صفحة من الحجم المتوسط، جمع بين دفتيه تسعة وثلاثين إسهاما علميا وإنسانيا لباحثات وباحثين ومن ضمنهم أساتذة درّسوه ومجايليه من الأساتذة وطلبته الذين أشرف على تكوينهم.
وحسب الطيب بياض، فإن أهمية الكتاب تكمن في تقديم إشارات للباحثين الشباب حول المسار العلمي والإنساني للراحل وكيفية اشتغاله مع زملائه في مجال البحث التاريخي، مؤكداً أن الأهم للجيل الجديد هو ألا يذهب بسرعة ويشطب من ذاكرة الباحثين.
ودرس الراحل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، التي نال بها الإجازة في التاريخ سنة 1970، ودبلوم الدراسات العليا سنة 1984، قبل أن يتابع دراسته في سلك الدكتوراه بجامعة برينستون بالولايات المتحدة الأميركية، وسبق للراحل الاشتغال بعدد من الجامعات المغربية كما حاضر بعدد من الجامعات التاريخية بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وتونس وقطر.
وللراحل عشرات الدراسات والأبحاث التاريخية، حول التاريخ الاجتماعي المغربي والعلاقات المغربيةالعثمانية، ومن ضمن أهم أعماله "قبائل إيناون والمخزن بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر"، و"البادشاه والسلطان: العلاقات المغربية العثمانية بين القرنين السادس عشر والثامن عشر"، و"مساهمة في دراسة الثقافة الدبلوماسية" باللغة الإنجليزية سنة 1991.