رحل يوم الأحد الاخير ، المؤرخ المغربي عبد الرحمن المودن (1946-2020) في الدوحة، حيث كان يعمل أستاذاً زائراً في «معهد الدوحة للدراسات العليا"، كما كان باحثاً في «المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب»، وبعد صراع مع المرض لم يوقفه عن البحث العلمي، ترك المودن العديد من المؤلّفات التي انهمك فيها بتاريخ المغرب، كما أن له إسهامات في تطوير الأبحاث في بلاده في هذا السياق. درس المودن التاريخ في كلية الآداب ب»جامعة الرباط» وتخرج منها عام 1970، وأكمل فيها دراساته العليات التي أنجزها عام 1984، وهي نفس الجامعة التي عمل فيها قبل أن يتنقل في تدريس التاريخ بين جامعات داخل المغرب وخارجه، حيث حاضر في جامعات نورث كارولينا، وجامعة برينستون بأميركا، والجامعة الحرة ببرلين، وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، ومدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية بباريس، والمدرسة العليا في نواكشوط. وخلال عمله في «المعهد الملكي»، أنجز دراسات تخصّص فيها في التاريخ الاجتماعي للمغرب والمغاربة؛ من بين هذه الدراسات: «البوادي المغربية قبل الاستعمار»، و»قبائل إيناون والمخزن بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر»، و»البادشاه والسلطان: العلاقات المغربية العثمانية بين القرنين السادس عشر والثامن عشر»، و»مساهمة في دراسة الثقافة الدبلوماسية» وهو كتاب صدر بإلإنكليزية. شغل الراحل مجموعة من المناصب، فكان عضواً في هيئة تحرير مجلة «هسبريس – تمودة» ما بين 1983 و2005، ومدير مجلة البحث التاريخي ما بين 2007 و2011، وخبيرا في اللجنة الوطنية للاعتماد التقويم ما بين 1997 و2005، والكاتب العام للجمعية المغربية للبحث. أصدر الباحث في مجلة «أسطور» التي تصدر عن «المركز العربي للدراسات» دراستين؛ الأولى «من تاريخ الأسر الحاكمة إلى تاريخ الزمن الراهن: قراءة في بعض تجارب الكتابة التاريخية بالمغرب»، والثانية «جوانب من التاريخ العلائقي: المغرب والدولة العثمانية بين القرنين السادس عشر والثامن عشر». تطرّق في الأولى إلى تطوّر الكتابة التاريخية بالمغرب من تاريخ الأسر الحاكمة إلى الزمن الراهن، والثانية تناول فيها موضوع التاريخ الدبلوماسي بوصفه حقلًا دراسيًّا قديمًا يشهد التجديد تحت عنوان التاريخ العلائقي.