منذ أيام، وتونس تعيش وضعا وبائيا "كارثيا" حسب وصف وزارة الصحة التونسية، وذلك جراء الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بفيروس كورونا. فمن يتحمل مسؤولية هذا الوضع؟ ما هي السيناريوهات المحتملة لإنقاذ تونس؟ وهل العودة إلى حجر صحي شامل أمر وارد؟ الجواب في الحوار التالي ضمن فقرة ثلاثة أسئلة مع رفيق بوجدارية، رئيس القسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة التونسية : كيف تصفون الوضع الوبائي في تونس، هل المستشفيات لازالت قادرة على استيعاب الحالات المرتفعة؟ الوضع الوبائي اليوم في تونس خطير جدا، فبعد أن كنا نسجل إصابات مرتفعة انتقلنا إلى تسجيل حالات وفيات مرتفعة، وهو ما خلق ضغطا كبيرا على المستشفيات خاصة على أقسام الإنعاش. المنظومة الصحية التونسية لازالت تقاوم لكنها على حافة الانهيار، بسبب عدد الحالات المرتفعة الموجودة بالقسم الاستعجالي، كما أننا نخاف أن ينفذ مخزون الأوكسجين وبعض الأدوية. نحن نعيش على وقع كارثة صحية في تونس، هذه الموجة أنهكت الأطر الصحية من أطباء وممرضين، كما أن حملة التطعيم تسير ببطء شديد ولازالت بعيدة عن تحقيق الأهداف المسطرة لها. من يتحمل مسؤولية هذا الوضع؟ المسؤولية هي مشتركة، تونس استطاعت أن تنجح في مواجهة الموجة الأولى من الفيروس سنة 2020، لدرجة أننا لم نسجل أية حالة إصابة لمدة 40 يوما، لكن السلطات لم تتخذ تدابير كافية للحفاظ على استقرار الوضعية الوبائية. الأزمة السياسية بالبلاد أرخت بظلالها على الوضعية الصحية، فالحكومة لم تأخذ احتياطاتها اللازمة لمواجهة موجات جديدة من الفيروس، إلى جانب بطء عملية التلقيح، إذ أن الحملة بدأت بأسلوب ممركز ولم تعتمد أسلوب القرب. المواطنون بدورهم لم يلتزموا بالتدابير الاحترازية، وهذه الموجة جاءت مباشرة بعد احتفالات عيد الفطر، ثم أخيرا خاصية السلالة المتحورة دلتا التي تتميز بسرعة انتشارها. ما هي السيناريوهات المحتملة لإنقاذ تونس، وهل العودة إلى حجر صحي شامل أمر وارد؟ ليس أمامنا خيارات كثيرة، فرض حجر صحي شامل أمر ضروري للتغلب على الفيروس وإنقاذ حياة المواطنين، ثم إعلان حالة الطوارئ الصحية، وتخصيص جميع المستشفيات لإسعاف مرضى كوفيد. هذا ويجب البحث عن خطوط جديدة للتمويل، فتح باب التطوع للعمل داخل المستشفيات تم تسريع عملية التلقيح، هذه الإجراءات يجب أن تتخذ في أقرب الآجال، وإلا فإننا سنفقد مزيدا من الأرواح.