إعلان السلطات المغربية عن استئناف الرحلات الجوية أنعش آمال مهنيي قطاع السياحة، حيث أعربوا عن أملهم في أن يستعيد القطاع عافيته خلال العطلة الصيفية بعد أن عاش حالة ركود منذ أزيد من سنة بسبب الجائحة. في هذا الإطار يحاور موقع القناة الثانية رئيسة المجلس الإقليمي للسياحة بورززات سهام رضا ضمن فقرة ثلاثة أسئلة للحديث عن استعدادات المجلس الصيفية، المؤهلات التي يزخر بها الإقليم، والجهود التي يقوم بها المجلس من أجل تشجيع السياحة الداخلية:
ما هي الاستعدادات الصيفية للمجلس الإقليمي للسياحة بورززات؟ كما تعلمون، بعد فرض الحجر الصحي الشامل خلال سنة 2020، قطاع السياحة تضرر بشكل كبير، خاصة أن ذروة النشاط السياحي بإقليم ورززات تكون خلال شهر مارس، أبريل وماي، بالتالي رغم تخفيف الإجراءات الاحترازية خلال شهر يوليوز الماضي فإن المنطقة لم تعوض خسائرها. سنة 2020 كانت قاسية على المهنيين بمنطقة ورززات وعلى الجهة ككل، واستمر الركود حتى خلال الأشهر الأولى من سنة 2021، لكن بوادر الانتعاش بدأت مع إطلاق حملة "نتلاقاو في بلادنا"، وكذا التقدم الذي تعرفه عملية التلقيح ضد كورونا واعتماد الجواز التلقيحي. وأشير في هذا السياق إلى أن الالتفاتة الملكية السامية لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج ستعطي دفعة قوية من أجل استعادة قطاع السياح لعافيته. في هذا الإطار راسل المجلس جميع المهنيين بالإقليم من أجل الانخراط في المبادرة الملكية وتقديم أسعار تفضيلية تتماشى مع المبادرة الملكية، وهو ما سينعكس إيجابيا على النشاط السياحي بورززات. إلى جانب ذلك، تم الحرص على احترام جميع المؤسسات السياحية للبرتوكول الصحي من أجل استقبال السياح سواء المغاربة أو الأجانب في ظروف تضمن سلامتهم الصحية. ثم هناك حملات تسويقية، كالحملة التي قام بالمكتب الوطني للسياحة تحت شعار نتلاقاو في بلادنا. ما هي المؤهلات السياحية التي يزخر بها بإقليم ورززات؟ ورززات مدينة سياحية بامتياز، بفضل قصباتها وقصورها الطينية وواحاتها الخضراء ومناظرها الطبيعية، حيث تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، كما تجذب مخرجي السينما والسياح والكتاب والرسامين التشكيليين التواقين للمغامرة أو الباحثين عن الهدوء والسكينة خلال عطلاتهم. تتمتع مدينة ورززات ببنية تحتية سياحية مهمة تتجلى في الفنادق الفاخرة، دور الضيافة، الإقامات المفتوحة، والمطاعم، ومطار دولي. تقدم ورززات فرص الذهاب في نزهات، ويمكن القيام بذلك من خلال سيارات ذات الدفع الرباعي أو عبر ركوب الدراجات الجبلية أو الرحلات أو الجمال أو عبر "الكواد" أو ممارسة رياضة المشي فقط. كما تعد المدينة أيضا نقطة انطلاق العديد من الرحلات في المنطقة لاكتشاف الجنوب المغربي والكنوز التي يختزنها. تقدم مدينة ورززات ومناطقها المجاورة مجموعة متنوعة من الأنشطة الرياضية كالمشي لمسافات طويلة منها زيارة للقصبات وتناول وجبات الغداء في الواحات المصحوبة بفقرات تنشيطية أو القيام بجولات على ظهر البغال أو الجمال داخل حقول النخيل والسباقات عبر "الكواد" أو القيام بزيارات إلى استوديوهات السينما، إلى غير ذلك. كما أن هناك إمكانية المبيت وقضاء الليل في إقامة مؤقتة تحت الخيام الأمازيغية المجهزة، والقدرة على الاستمتاع بمنظر غروب الشمس الساحر أو حضور أشعة الشمس الأولى في الصباح. هناك حملات عديدة من أجل تشجيع السياحة الداخلية، بالمقابل يستنكر المواطنون ارتفاع أسعار الفنادق ومرافق أخرى، ما تعليقكم على هذا الموضوع؟ صحيح هناك شكايات بهذا الخصوص، لكن على العموم نتمنى أن تسير الأمور في اتجاه إيجابي وأن يتم تخصيص لمغاربة الداخل عروض تناسبهم إمكانياتهم لأنهم هم صمام أمان القطاع، وهم الذين نعول عليهم لاستهلاك المنتوج المحلي. يجب التفكير في وحدات سياحية تتلائم مع حاجيات السائح المغربي وقدراته المالية، لأننا نعلم أن المغاربة في الغالب يسافرون كأسر وبالتالي ليس باستطاعة الجميع أن يدفع تكاليف 6 أفراد أو أكثر داخل الفندق.