في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء يسلط السيد عبد السلام ميلي ،مدير مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية التابعة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الضوء على دور الرياضة المدرسية ومساهمتها في الارتقاء بجودة منظومة التربية والتكوين. 1- ماهي الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها الوزارة للنهوض وتطوير الرياضة المدرسية ؟ انطلاقا من كون الرياضة المدرسية عاملا أساسيا للارتقاء بجودة منظومة التربية والتكوين، ورافعة للتنمية البشرية لتأثيرها الإيجابي على سلوك وثقافة وصحة الفرد والمجتمع، سطرت وزارة التربية الوطنية استراتيجية جديدة للارتقاء بالرياضة المدرسية ترتكز ،بالأساس، على دعم الرياضة للجميع والانفتاح على الأصناف التي تحظى باهتمام الشباب عبر تعزيز أدوار الجمعيات الرياضية المدرسية. كما اهتمت بتشجيع مشاركة جميع المتعلمات والمتعلمين في مسار رياضة ودراسة والمنافسة في مختلف البطولات وتعميم المراكز الرياضية بالنسبة لسلك التعليم الابتدائي لتشجيع المشاركة في الأنشطة الرياضية المدرسية. كما تستند هذه الاستراتيجية على التميز الرياضي والدراسي من خلال إحداث مسارات ومسالك "رياضة ودراسة" بهدف تمكين المتعلمين من التوفيق بين التكوين الرياضي والتحصيل الدراسي، وتأهيل العنصر البشري كمدخل أساسي للارتقاء بالرياضة المدرسية. 2- ماذا أعدت مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية لضمان مشاركة جيدة للمتمدرسين في التظاهرات الرياضية المحلية والدولية ؟ مراعاة للظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد جراء وباء كورونا، اتخذت مجموعة من الإجراءات لتدبير فترة الحجر الصحي في ما يتعلق بتأمين الممارسة الرياضية لجميع التلاميذ وضمان الاستمرارية البيداغوجية حتى تتمكن هذه الفئة من الاستفادة من حصص مادة التربية البدنية والرياضية في ظروف آمنة تستجيب لشروط السلامة الصحية. وفي هذا الصدد، نظمت المديرية، بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، مجموعة من الأنشطة والتظاهرات الرياضية من بينها إنتاج حصص مصورة للتربية البدنية والرياضية تم بثها عبر القنوات التلفزية خلال فترة الحجر الصحي ابتداء من الأسبوع الأول من شهر أبريل 2020، وكذا تنظيم دوري وطني مدرسي عن بعد (18 ماي إلى 15 يونيو 2020)، في رياضات الكراطي والتايكواندو والشطرنج خاص بجميع الأسلاك التعليمية، بالإضافة للمسابقة الوطنية للإبداعات الحركية والتي همت جميع التلميذات والتلاميذ بمن فيهم من هم في وضعية إعاقة. ومن بين التدابير المتخذة تلك المتمثلة في المشاركة في بطولة العالم المدرسية الافتراضية في رياضة التايكواندو في صنف البومسي المنظمة بالنيبال تحت إشراف الجامعة الدولية للرياضة المدرسية (13-15 غشت) والتي حصلت فيها عناصر المنتخب الوطني المدرسي على خمس ميداليات (ذهبيتان وفضية وبرونزيتين)، وتنظيم الدوريات الرياضية الوطنية عن بعد في رياضات التايكواندو، الكراطي، الووشو، الشطرنج والبريك دانس والهيب هوب (أسلوب حر) والسكايت والرولر، والأداء الحر في كرة القدم،. وذلك من فاتح فبراير إلى 25 ماي 2021 بتعاون مع الجامعات الرياضية المعنية. 3- ماهي مجالات الشراكة والتعاون للارتقاء بالرياضة المدرسية، وكذا أهم المشاريع المشتركة لتطويرها ؟ في إطار الانفتاح الذي تنهجه الوزارة مع مختلف الفاعلين والمتدخلين بغية توسيع الشراكات من خلال تمتين أواصر التعاون وتسطير برامج إستراتيجية ذات أهداف استشرافية، تهم جميع مجالات التعاون المشتركة من أجل الارتقاء بالرياضة المدرسية والوطنية، تم عقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع ممثلي مجموعة من الجامعات والهيئات الرياضية الوطنية، توجت بتوقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة مؤخرا مع عدد من الجامعات الرياضية. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تعميم ممارسة الرياضات المعنية بالمؤسسات التعليمية وإرساء مسارات ومسالك "دراسة ورياضة" وتنظيم تكوينات مشتركة لفائدة أطر الرياضة المدرسية وإنجاز مشاريع مشتركة تهم تطوير الرياضة المدرسية والمدنية. 4- ما هي الإكراهات التي تواجه الرياضة المدرسية في ظل جائحة "كورونا" ؟ على الرغم من الظروف الصحية جراء تفشي جائحة "كورونا" ولأن الرياضة مرتبطة بالحركة والتفاعل والتنافس بين اللاعبين، وهو ما لايمكن فعله في الظروف الحالية، آمل أن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي وتستأنف الأنشطة الرياضية كالمعتاد، وتنزيل مشاريع تجويد عمل الأنشطة الرياضية المعتادة والجديدة وتوفير شروط لاكتشاف المواهب الرياضية. أؤكد أن الدور الرئيسي للرياضة المدرسية هو خلق هذه الشروط حتى تتمكن الأندية والجامعات الرياضية من إعداد وتأهيل هذه المواهب، حيث أن لكل تلميذة وتلميذ الحق في ممارسة نشاط رياضي من اختياره طيلة السنة الدراسية في إطار الجمعية الرياضية، ودور المدرسة هو توفير الظروف للممارسة والمشاركة في المنافسات الرياضية.