بعد طيّ صفحة القاسم الانتخابي، جبهة مواجهة جديدة دُشّنت بين عدد من الأحزاب السياسية، تتعلّق ب"توظيف العمل الخيري في العمل السياسي"، مع تبادل قادة ومسؤولين حزبيين الاتهامات والانتقادات فيما بينهم، حول استغلال المبادرات الإحسانية لاستمالة الناخبين وكرشاوى لشراء أصواتهم. وانتقد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة والمكتبين السياسيين لحزب التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال، عمل جمعية "جود" الخيرية التابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار، من أجل الدعاية الانتخابية وكسب أصوات المستفيدين من مبادراتها المختلفة. اتهامات ردّ عليها رئيس حزب "الحمامة" بالقول إنّ هذه الخرجات "تشكك وتضرب في مجهود مؤسسة جود للتنمية"، معتبراً أن "هذا الاستهداف للمؤسسة الاجتماعية غير معقول، كونها مؤسسة للتضامن تعمل في جميع المجالات وفي كافة التراب الوطني، ومع جميع الفئات". النقاش الذي طفا إلى السطح مع اقتراب الانتخابات، يبقى حسب المحلّل السياسي عمر الشرقاوي، "محاولةً لخلق التنافس السياسي، مشيراً أنّ هذا الموضوع يتجدّد مع حلول الزمن الانتخابي. وتابع المتحدّث في تصريح لموقع القناة الثانية أنّ "الأحزاب دخلت في حملة سابقة لأوانها، وتسعى إثارة مواجهات ونقاشات في إطار التنافس السياسي"، مؤكّدا أنّه "لا يوجد حزب لا يوظّف الإحسان العمومي في الانتخابات، تفعل ذلك بأشكال وأحجام مختلفة، رغم أن الأنظار موجهة اليوم إلى حزب أو حزبين معيّنين". وأكد الشرقاوي أنه "من الناحية النظرية، ينبغي فصل العمل الخيري عن السياسي، لكن تبقى مسألة الحسم في هذا الجمع وطبيعة محدّداته، صعبةً، أو استصدار قرار نهائي حولها، غير أن النقاش المثار نقاشاً ظاهره قضايا الإحسان وجوهره سعي بسط السيطرة على الرقعة السياسية." وأوضح أن "النقاش حول جمعية "جود" وجمعيات تشكّل امتداداً لحزب العدالة والتنمية، بمثابة استعدادات انتخابية من أجل التنافس والتدافع حول هذه القضايا" مشيراً أنّ "البرنامج السياسي للأحزاب لا ينبغي أن يكون منكبّاً على تحركات حزب أو أحزاب، بل ما ستقدّمه للمجتمع في المستقبل".