تسببت الأمطار العاصفية التي شهدتها مدينتي الرباطوسلا، طيلة يوم أمس الخميس، في غمر عدد من شوارع العدوتين وبعض الممرات التحت ارضية، بالإضافة إلى المحلات التجارية والمقاهي والسكة الأرضية للترامواي. سائقو السيارات تفاجؤوا بارتفاع مستوى المياه في زمن قياسي، في مجموعة من النقاط بمدينتي الرباطوسلا، مما عرقل حركة السير والجولان في المدينة. أما المواطنون فظلوا عالقين لساعات تحت رأفة الأمطار، بعد أن توقفت حركة السير بشكل مفاجئ، إذ أن الترامواي أوقف رحلاته، فيما تحولت الطرق إلى جداول بمنسوب مياه مرتفع، تغرق فيها سيارات الأجرة. أمام هذا الشلل الذي عرفته حركة السير ظل بعض المواطنين عالقين بمدينة الرباط، بعد أن لم يستطيعوا العثور على وسيلة نقل تقلهم إلى بيوتهم بسلا، في حين اضطر العديد منهم إلى قطع المسافة الفاصلة بين العدوتين على الأقدام. منسوب المياه المرتفع لم يطل الشوارع الرئيسية لسلا فقط، بل اندفع بقوة داخل المنزال، والمحلات التجارية والمقاهي في جميع أنحاء المدينة، خصوصا تلك الموجودة في المنحدرات. معدل التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة سلا، عشية اليوم الخميس، فاقت 108 ميليمتراً، وهي نسبة تفوق التساقطات التي تسجل في ربع سنة، حوالي أربعة أشهر، وفق عبد اللطيف سودو، نائب عمدة سلا. وأضاف سودو، في فيديو نشره على صفحته فيسبوك قائلاً: « إن هذه الأمطار التي سجلت في يوم واحد تعادل تساقطات أربعة أشهر »، مشيراً إلى تسعة فرق تتحرك على مستوى المدينة لحل المشاكل، خصوصاً حركة السير. وأمام هذا الوضع، تم عقد اجتماع طارئ بين مسؤولي الجماعة المحلية لسلا وعمالة المدينة بالإضافة إلى مسؤولي شركة ريضال، ليتم بعد ذلك تعبئة شاحنات الجماعة، إضافة إلى الشاحنات التابعة لشركات النظافة والشركات التي تقوم بالأشغال بالمدينة للتدخل في النقط السوداء. هذا فيما استمر عمدة سلا جامع المعتصم في اجتماعات متواصلة بمقر الجماعة بحي بطانة لمتابعة التدخلات على مستوى المدينة، في إطار خلية الأزمة التي تم إحداثها. من جانبه، أكد النائب البرلماني محمد زويتن، في تصريح خاص لموقع القناة الثانية، أن البنيات التحتية لمدينة سلا لم تواكب الارتفاع الكبير في عدد ساكنة مدينة سلا، مشيرا إلى أن هذا هو السبب الرئيسي في حدوث فيضانات يوم أمس الخميس. وأضاف زويتن في تصريحه للقناة الثانية: ‘'نحن الآن نتتبع العملية مع شركة ريضال من أجل مراجعة تكلفة الاستثمار في مجاري المياه، من أجل تدارس رفع الاستثمار في البنيات التحتية. فالمشكل الواقع هو أن حجم وعدد مجاري المياه لم يواكب عدد ساكنة مدينة سلا، الذي ارتفع بشكل كبير.'' وأوضح زويتن أن الأمطار التي تساقطت البارحة بمدينة سلا جاءت بغزارة، مما جعل المجاري، خصوصا في المنحدرات، عاجزة على احتواء حجم مياه الأمطار، مثل تابريكت، وحي كريمة وحي السلام.