عز الدين مقساط – صحافي متدرب/فيديو: ياسين السعيد بعد عشرة أيام من فيضانات "الخميس الأسود" التي ضربت مدينة سلا، لازالت آثار هذه الكارثة بادية على مناطق عديدة من المدينة الجارة لعاصمة المملكة. مجلس جماعة سلا، عقد صباح اليوم السبت، لقاء خاصاً عرض فيه الأضرار التي خلفتها التساقطات "الإستثنائية" بالمدينة والتي أدت إلى غرق عدد من الأحياء والمدارات الطرقية الأساسية، بالإضافة إلى عرض التدابير التي اتخذتها الجماعة للمعالجة هذه الآثار. وكشف عمدة المدينة جامع المعتصم في عرضه، أن حجم الأمطار التي تهاطلت على المدينة في يوم واحد يساوي أعلى مجموع تساقطات تحققه المدينة خلال شهر كامل، إذ بلغت التساقطات 107 ميلمتر في 24 ساعة يوم الخميس 23 فبراير، في حين أن أعلى معدل شهري يتم تسجيله في المدينة يناهز 108 ميلمتر. وقال المعتصم، إن أغلب أحياء المدينة تضررت بفعل هذه التساقطات بالإضافة إلى أهم المحاور الطرقية بالمدينة، كذا عدد من المنشئات، كمحطتي القطار سلاالمدينة، وسلا تابريكت، وذلك ما جعل الجماعة -بحسب المتحدث ذاته – تتدخل طوال ليلة الخميس 23 فبراير لفتح أغلب المسالك الطرقية قبل صباح اليوم التالي. تدخل الجماعة وضع الأسبقية لمعالجة الآثار الآنية للفيضانات حسب عرض المعتصم، وذلك بهدف الحيلولة دون تدفق المياه إلى الأماكن التي تشكل خطراً على حياة المواطنين سواء في بعض الأحياء أو الإدارات مع تحويل مجرى المياه لإبعادها عن بعض المؤسسات، خصوصاً السجن المدني بسلا لتجنب وقوع كوارث في حالة غرقه. هذه التدخلات تمت بحسب المعتصم من خلال 8 شاحنات لشفط المياه، و12 مضخة، و11 جرافة مملوكة للجماعة، كذا لبعض الخواص، بالإضافة إلى 10 فرق تابعة لشركة "ريضال"، و13 شاحنة. وبخصوص الشكايات التي تلقتها الجماعة وعرضتها على شركة "ريضال"، قال المعتصم إنهم توصلوا بشكل تراكمي خلال الثلاثة أيام بما مجموعه 1061 شكاية تمت معالجة 52 منها في اليوم الأول، و360 في اليوم الثاني، 1061 بمتم 26 فبراير. جماعة سلا قالت، إن بعض الممارسات التي يوم بها بعض المواطنين ساهمت بدورها في تجمع المياه بشكل كبير في عدد من المناطق. في السياق، وخلال جولة ميدانية نظتها الجماعة، عاينت كاميرا "اليوم 24" عدداً من البالوعات التي تم غلقها بالبلاستيك أو بالإسمنت من طرف مواطنين، ومن طرف أصحاب محلات، مما تسبب بحسب عبد اللطيف سودو في منع تصريف المياه نحو قنوات الصرف الصحي، ما أدى إلى تجمع المياه، بشكل أغرق عدداً من المحلات كما هو الشأن بالنسبة للمدار القريب من المحطة الطرقية لسلا.
أحد أكثر المواقع تضرراً، كان المدار الطرقي الإسماعليلة، كذا أحد المقاطع الطرقية بالقرب من أقواس سلا، وآخر في منطقة ديار، حيث اقتلعت المياه القوية الآتية من الإتجاهين معاً بالوعات الصرف الصحي ودمرتها، مخلفةً حفراً كبرى جرى إصلاحها في الثلاثة أيام الموالية بحسب نائب رئيس الجماعة. سودو، قال، إن الجماعة اضطرت أثناء غرق الشارع المقابل لمحطة القطار سلا إلى استعمال شاحنات، لإخراج المسافرين من المحطة، وذلك لعدم تمكن السيارات من الدخول أو الاقتراب من المحطة. وبالإنتقال إلى نقطة أخرى بجانب محطة الضخ لريضال، اطلع "اليوم 24 "على موقع لحفرة كبرى تبلغ عدة أمتار تسببت المياه المتسربة من مجاري الصرف الصحي في إنشائها عبر تجريف التربة، ما جعل طبقة الإسفلت منتصبة لوحدها في الأعلى، وهو ما شكل تهديداً للمركبات المارة من هذا الطريق وخصوصاً الثقيلة منها. نائب رئيس الجماعة عبد اللطيف سودو، أوضح بهذا الصدد، أن الأمطار كشفت أن إنشاء هذا المقطع لم يحترم المواصفات، وكان من الواجب وضع "التوفنة" بنسبة %100″، فيما اكتفت "ريضال" في هذا المقطع بإغلاق الحفرة المكشوفة بالتراب، دون التعامل مع العشرات من الأمتار الأخرى المهددة بالوقوع في أية لحظة. أما إحدى الطرق المؤدية إلى سلاالجديدة، فقد تعرضت بفعل السيول إلى انجراف خطير للتربة تسبب في انهيار مقاطع منها، فيما أضحت باقي المقاطع مهددة هي الأخرى بالدمار في أي لحظة.
وبمحاذات الجامعة الدولية (تكنوبوليس) لازالت كميات كبيرة من المياه متجمعة، مشكلة لبحيرات كبرى، دون أن تجد لها طريقاً للتصريف، ذلك أن الدراسات كانت تعول على الترسب الطبيعي لهته المياه بحسب عبد الليطف سودو، وهو ما لم يتم بسبب شدة التساقطات التي لم تشهدها المنطقة بهته الكثافة منذ حوالي 100 سنة، فيما قال المعتصم، إن الجماعة وبالتعاون مع "ريضال" و"تكنوبوليس" كذا شركة الطرق السيارة، سيعملون على تمديد إحدى القنوات الغير المكتملة وذلك بهدف تصريف مياه الأمطار.