قالت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، السبت، إن وجهة الداخلة استطاعت أن تستأنف نشاطها السياحي بشكل أسرع مقارنة مع وجهات وطنية ودولية معروفة. وأوضحت فتاح العلوي، خلال لقاء تواصلي مع مهنيي قطاع السياحة والصناعة التقليدية، أن وجهة الداخلة، التي عرفت دينامية هامة خلال السنوات الأخيرة، تمكنت من الصمود رغم الإكراهات المرتبطة بجائحة (كوفيد-19)، التي أثرت سلبا على مختلف نواحي النمو والحركة الاقتصادية بمختلف دول العالم، خاصة تلك التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة. وأضافت، خلال هذا اللقاء الذي حضره المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية عماد برقاد، أن "الظرفية الصعبة التي نجتازها تدعونا إلى حسن استغلال الفرص التي تتاح لنا، في إطار تشاركي والتقائي، متسم بالروح الوطنية وتغليب المصلحة العامة، وتكثيف الجهود للخروج من الأزمة، والتعاون والوثيق بين مختلف المكونات، واستحضار قيم التضامن والتآزر التي وحدت عموم المغاربة في مواجهة الأزمات على الدوام". وأكدت، في هذا الإطار، أن أهم رهانات الخروج من هذه الأزمة وتداعياتها تتمثل في استرجاع الثقة، وتطوير وتحسين تنافسية وجاذبية المناطق السياحية، بتنسيق تام ووطيد وشراكة فعالة بين المجلس الجهوي للسياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة، عبر الترويج والتسويق الأنجع لهذه الوجهة والإعداد لحملة استباقية لإنعاش واستقطاب السياحة الداخلية صوب هذه الوجهة في الشهور المقبلة. وبهذه المناسبة، دعت الوزيرة الفاعلين المحليين، من سلطات محلية ومنتخبين ومهنيين، للعمل جميعا على توحيد الجهود لتجاوز كل الإكراهات وتذليل الصعاب التي تواجه قطاعات السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي بالجهة في هذه الفترة الدقيقة، وتمكينها من استرجاع عافيتها ونشاطها المعهودين. وأبرزت فتاح العلوي أن المملكة اتخذت عدة إجراءات لحماية النسيج الاقتصادي الوطني، من خلال تقديم دعم خاص، في إطار عقد برنامج، للتخفيف من آثار الجائحة على القطاعات الاقتصادية والعاملين بها، بما فيهم المرشدون السياحيون. وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تشمل على الخصوص، التعويض الشهري الجزافي، وقدره 2000 درهم، والشروع في تعميم خدمات التغطية الصحية والتعويضات العائلية، واعتماد آليات للتمويل وضمان القروض وتأجيل أداءات القروض، والمواكبة التقنية لمهنيي القطاعات الإنتاجية. من جهته، دعا والي جهة الداخلة - وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب، لمين بنعمر، إلى تثمين المؤهلات وتجويد العرض السياحي بالجهة، من خلال التعجيل بتنفيذ وإنجاز البرامج و المشاريع موضوع العقد البرنامج - محور السياحة -، ودعم بنيات الاستقبال السياحية وتقوية قدرات الموارد البشرية بها عبر التكوين والتكوين المستمر. كما أكد على ضرورة إحداث مناطق ومرافق سياحية جديدة لمواكبة مكانة الجهة وموقعها الجغرافي وتميزها المناخي، وتحفيز الاستثمار في القطاع، ومواكبة حاملي المشاريع عبر الشركة المغربية للهندسة السياحية، لتوجيه الاستثمارات نحو منتوج سياحي متميز، يضمن شروط الإستدامة. وحث السيد بنعمر على خلق نسيج مندمج من المقاولات الصغرى والمتوسطة لتعزيز العرض والمنتوج السياحي بالجهة والانفتاح على أسواق صاعدة، وكذا الرفع من انسيابية رحلات النقل الجوي بتكثيف عدد الرحلات وملاءمتها من حيث التوقيت، بالنظر إلى الطلب المتزايد على النقل الجوي. وأشار إلى أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب نهج استراتيجية جهوية للسياحة والتهيئة المندمجة، تروم إعطاء دينامية جديدة لبرنامج التنمية السياحية بالجهة في إطار تصور شامل لتنمية الأقاليم الجنوبية والنموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم، يركز على إنجاز وبرمجة مشاريع هيكلية تهم تقوية البنيات التحتية السياحية وتطوير النسيج الاقتصادي والثقافي، لتحسين جاذبية الجهة وتعزيز قدرتها التنافسية في القطاع السياحي، وضمان تسويقها الترابي. من جانبه، قال رئيس مجلس جهة الداخلة - وادي الذهب، الخطاط ينجا، إن هذا اللقاء التواصلي يهدف إلى الوقوف على أهم المشاريع المنجزة من أجل النهوض بقطاع السياحة في الجهة وجعلها وجهة سياحية وطنية ودولية بامتياز تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس والاهتمام والأولوية اللذين يوليهما جلالته لهذه الربوع الغالية. وأكد أن مجلس جهة الداخلة - وادي الذهب لم يدخر أي جهد لتنمية القطاع السياحي بالجهة، من خلال إبرامه لعدد من الاتفاقيات التي تندرج ضمن مشاريع عقد برنامج تمويل وإنجاز برامج التنمية المندمجة للجهة. ويتعلق الأمر، يضيف ينجا، بالتوقيع على اتفاقية خاصة متعلقة بالبرنامج المندمج لتنمية السياحة الطبيعية بالجهة، واتفاقيات شراكة في مجال الربط الجوي مع عدد من الناقلين الجويين، واتفاقية شراكة مع المجلس الجهوي للسياحة لتعزيز الوجهة السياحية للجهة، واتفاقية شراكة مع مجلس جماعة العركوب لإنجاز مشروع تهيئة منطقة سياحية بشاطئ العركوب الجديد. وبهذه المناسبة، تم إطلاق برنامج تقوية القدرات لحاملي مشاريع الاقتصاد الاجتماعي التضامني بجهة الداخلة - وادي الذهب، الذي يندرج في إطار البرنامج التنموي الذي تم تقديمه أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وخلال هذا الاجتماع، قدم المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية عماد برقاد عرضا حول برنامج التنمية المندمجة للسياحة القروية والطبيعية لجهة الداخلة - وادي الذهب، تطرق فيه، على الخصوص، إلى المؤهلات السياحية والطبيعية والأداء السياحي للجهة، ومبادى تطوير المنظومة السياحية المحلية. كما تم، خلال اللقاء، التوقيع على اتفاقية شراكة لتعزيز الاستثمار السياحي في جهة الداخلة - وادي الذهب، إضافة إلى عرض شريط وثائقي مؤسساتي عن المحاور السياحية بالجهة، في إطار تسويق الجهة والتعريف بمميزاتها وخصوصياتها ومؤهلاتها السياحية والترويج لها. ويندرج هذا الاجتماع، الذي حضره عدد من المنتخبين ورؤساء الجماعات الترابية والمهنيين، في سياق التعاون والانخراط الإيجابي بين مختلف الفاعلين والمتدخلين على المستويين المركزي والجهوي لدعم مشاريع وبرامج جهة الداخلة - وادي الذهب في قطاعات السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي. إثر ذلك، قامت السيد فتاح العلوي والوفد الرسمي المرافق لها بزيارة لفضاء التسويق التضامني، التابع لإحدى الوحدات الصناعية بمدينة الداخلة، استمعت خلالها إلى توضيحات حول المهام الاجتماعية التي تضطلع بها هذه المؤسسة لفائدة الجمعيات والتعاونيات المحلية وتكوين وتأهيل الشباب.