رفع تلاميذ مغاربة العلم المغربي ولأول مرة في أكبر محفل دولي خاص بالبرمجيات والمعلوميات، والذي يعد ثاني أكبر الأولمبياد بعد الأولمبياد الرياضيات العالمي. بعد مشاركات متميزة لثلاث مرات متتالية، استطاع أربعة تلاميذ مغاربة انتزاع الميدالية البرونزية في مسابقة الأولمبياد العالمية للبرمجة في دورتها ال 32، التي نظمت بسنغافورة، في الفترة ما بين 13 إلى 19 شتنبر الجاري، عن بعد بسبب الجائحة. أنس أبو الكلام، الرئيس مؤسس الأولمبياد المغربية للمعلوميات ورئيس جمعية أمان "للثقة الرقمية"، قال إن "تتويج هؤلاء التلاميذ الأربعة جاء بعد جهد كبير لطاقات مغربية"، موضحا، أنه هؤلاء التلاميذ مروا من محطات إقصائية وطنية في المباراة النهائية للأولمبياد الوطنية في المعلوميات، والتي أجريت على امتداد هذا الموسم الدراسي، حيث شارك فيها أكثر من 3000 تلميذ من جميع مناطق المغرب". وأضاف أبو الكلام، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن هذه هي المشاركة الرابعة للمغرب في الأولمبياد العالمية للبرمجة والإعلاميات، حيث كانت المرة الأولى سنة 2017 في طهران والثانية سنة 2018 في اليابان، والثالثة سنة 2019 في أذريبدجان، مشيرا إلى أن الفريق المغربي يتكون من أربعة تلاميذ ذكور وهم: صاحب الميدالية البرونزية محمد الخطري من مدينة الدارالبيضاء، والذي يشارك من موقع فرنسا، نبيل بوردراع من مدينة الخميسات، مستوى الجدع المشترك علمي، أمين مطيع من مدينة سلا مستوى السنة الأولى باكالوريا علوم رياضية والتلميذ أيمن رياض الصلح 13 سنة، من مدينة الرباط، مستوى الثاني إعدادي، كأصغر مشارك في الأولمبياد العالمي هذه السنة. وأوضح المتحدث ذاته، بالقول: "استراتيجية ثلاث سنوات منذ انطلقنا في الاشتغال مع التلاميذ المغاربة أعطت أكلها"، مبرزا، أن "توسيع رقعة المشاركين مكنتهم من خلق الأولمبياد الخاص بالأشبال مما ساهم في إضافة تلاميذ يدرسون في مستوى الابتدائي لتأهيلهم بغرض المشاركة في هذه التظاهرة العلمية".
"منذ تأسيس الأولمبياد المغربي للمعلوميات إلى الآن تم مراكمة تقدم كبير في جودة المحتوى (تمارين، مسائل) المقدم للتلاميذ عبر المنصة الخاصة"، يقول أبو الكلام، ثم استطرد قائلا: "هذا التطور انعكس على نتائج المحصلة للتلاميذ، فرغم صعوبة التمارين هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية فإن مجموع النقاط المحصل عليها هذه السنة فاق مجموع نقاط المشاركات العامة، وهكذا فإن مجموع النقاط المحصل عليه يزداد سنة بعد سنة؛ من 65 نقطة في المشاركة الأولى، و 98 نقطة في السنة الثانية، و 518.9 السنة الماضية، إلى 604.02 نقطة هذه السنة". وكشف المتحدث عينه، أن هذه المنافسة العلمية شارك فيها أكثر من 300 طالب وطالبة، يمثلون 87 دولة، وتابع في نفس الوقت، أن المنافسة تتمحور في ثلاث تمارين أو مسائل معقدة باللغة الانجليزية يتم حلها، باستعمال علم الخوارزميات، ثم برمجتها في الحاسوب خلال خمس ساعات، وبعدها يتم تنقيط كل تمرين على 100 نقطة أي ما مجموعه 600 نقطة، وفي الأخير ينقط المتسابقين بشكل فردي، والجوائز عبارة عن نظام الميداليات؛ الذهبية والبرونزية والنحاسية، ثم نظام ميزات شرفية. وفي الأخير، وجه الرئيس المؤسس للأولمبياد المغربية للمعلوميات، شكره إلى الشركاء وهم وزارة التربية الوطنية وجمعية الإعلاميين المغاربة بفرنسا " AIMAF". وتعد هذه التظاهرة من أعرق مسابقات البرمجة التنافسية السنوية لأذكياء المدارس الثانوية عبر العالم، وقد انطلقت لأول مرة سنة 1989.