بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الالتهاب الكبدي، الذي يصادف 28 يوليوز من كل سنة، أعلن المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، قسم أمراض الكبد والجهاز الهضمي وقسم أمراض الكلي، عن إنجاز دراسة سريرية بالتعاون مع مختبر "MSD"، لفائدة المرضى المصابين بالفشل الكلوي والتهاب الكبد من نوع (س). ويراهن القائمون على هذه الدراسة الطبية على تحقيق علاجات لهؤلاء المرضى وكذا كبح عدوى فيروس التهاب الكبد (س) في مراكز تصفية الدم. حول هذا الموضوع، حاور موقع القناة الثانية، ضمن فقرة " ثلاثة أسئلة"، البروفيسور طارق الصقلي الحسيني، نائب العميد المكلف بالشؤون البيداغوجية بكلية الطب والصيدلة بفاس ورئيس مصلحة أمراض الكلي بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس. نص الحوار.. أطلقتم مبادرة دراسة سريرية تستهدف مرضى القصور الكلوي والتهاب الكبد الفيروسي (س)، ما هي الأسباب التي دفعتكم في التفكير لإجراء هذه الدراسة؟ السبب الأساسي لاحظنا أن مرض التهاب الكبد الفيروسي (س) انتشر في السنوات الأخيرة بشكل كبير داخل مراكز تصفية الدم لأن مرضى قصور الكلوي دائما يعانون من نقص الدم وخلال تزويدهم بالدم تبين أنهم أصيبوا بمرض التهاب الكبد نوع (س)، نتيجة انتقال المرض ما بين هؤلاء المرضى الذين يقومون بتصفية الدم في نفس المركز. لذلك، وجدنا أن أحسن طريقة من أجل تفادي انتقال المرض من مريض إلى آخر بين مرضى القصور الكلوي أو من المرضى إلى الطاقم الطبي وشبه الطبي، بأن نقوم باستراتيجية حتى تمكننا من القضاء على جميع الحالات التي تعاني من مرض التهاب الكبد الفيروسي نوع (س) في مركز معين، حيث إذا كانت توجد بمركز ما خمس أو أربع حالات وتم التغلب عليهم وعلاجهم جميعا سنتمكن في بلوغ الهدف الحد من خطر انتقال المرض من شخص إلى آخر. السبب الثاني، أن الميدان العلمي يشهد تطورا متزايدا خاصة في علاج مرض التهاب الكبد الفيروسي (س)، لأنه لم نكن نتوفر على الأدوية لجميع الحالات وكانت تسجل نتائج متواضعة والأعراض الجانبية تظل كثيرة، لكن في العشرية الأخيرة وقع تطور كبير وصدرت العديد من الأدوية التي تستعمل في علاج هذا المرض، والتي كانت في السابق يمنع وصفها لمرضى القصور الكلوي. لذلك فإن الأدوية التي سيعتمد عليها في هذه الدارسة السريرية، أثبتت فعاليتها بنسبة 99 بالمائة مع غياب الأعراض الجانبية عند المرضى الذين تم علاجهم بهذه الأدوية. كم عدد المرضى الذين ستستهدفهم هذه الدراسة؟ وما هي المدة الزمنية التي ستستغرقها؟ هذه الدارسة هي الأولى من نوعها تستهدف 40 مريضا يتابعون علاجهم بمراكز تصفية الدم بجهة فاسمكناس، عينة المرضى هم المصابون بالتهاب الكبد الفيروسي (س) وأيضا بالقصور الكلوي والذين لا يتوفرن على أمراض أخرى تمنع استعمال هذا الدواء. ستهم هذه الدراسة السريرية 40 مريضًا بالغا يعانون من الفشل الكلوي المزمن ما قبل النهائي أو النهائي أو غسيل الكلى المزمن بجهة فاس-مكناس وستقيم علاجهم، من خلال تحليل نسبة المرضى الذين يقدمون استجابة فيروسية مستدامة بعد 12 أسبوعًا من نهاية العلاج، مقسمة ما بين فترة إعدادية تستغرق شهرا وفترة علاجية(12 أسبوعا) وفترة المتابعة بعد نهاية العلاج، وسنشرع في هذه الدراسة ابتداءً من شتنبر المقبل. إن سبب حصر المرضى في هذا العدد يرجع إلى تكلفة العلاج الباهظة الثمن، حيث أن كل مريض يكلف ملايين السنتيمات. لذلك في إطار الاتفاقية المبرمة ما بين مصلحة أمراض الكلي بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس والمختبر الذي يصنع هذا الدواء ستمكننا من تقديم الدواء ل 40 مريضا بالمجان، وتم التركيز على الاستفادة من هذه الدارسة على المرضى الذين لهم الأحقية في العلاج. ما هي توقعاتكم من هذه الدارسة؟ وهل سيمكن تعميم هذه التجربة على باقي المرضى بالمغرب؟ بالطبع، نطمح إلى رفع العلاج إلى أكبر عدد من المرضى ليس فقط 40 مريضا وإنما بباقي المدن الأخرى. هذه الدراسة السريرية ستمكننا من إثبات فعالية هذه الأدوية وغياب مضاعفات، ودورنا محاولة توفير هذا الدواء لأكبر شريحة ممكنة من المرضى. المغرب كان من السابقين في السنوات الأخيرة من إنتاج دواء للاتهاب الكبد الفيروسي (س) على الصعيد الوطني ويتم تخفيض ثمنه لكي يكون رهن إشارة المرضى، حاليا تم إنتاج جيل جديد من هذه الأدوية المخصصة لهذا المرض والتي سنستعملها في هذه الدراسة السريرية ونتمنى أن حقق النتائج المأمولة.