يحيي المجتمع الطبي المغربي اليوم العالمي لمكافحة الالتهاب الكبدي، الذي يصادف 28 يوليوز من كل سنة، من خلال إطلاق دراسة سريرية يراهن عليها لتمكين المرضى من علاجات العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد نوع "س" في مراكز تصفية الدم والقضاء على عدوى الفيروس فيها. ويشرف على إنجاز الدراسة، قسم أمراض الكبد والجهاز الهضمي وقسم أمراض الكلى في المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني في فاس، بالتعاون مع مختبر MSD، تهم توفير علاج الالتهاب الكبدي نوع "س" لفئة البالغين المصابين بالفشل الكلوي أو القصور الكلوي المتقدم بنوعين من الأدوية، والتي ستدعمها وتتحملها أقسام الجهاز الهضمي، وعلاج أمراض الكبد والكلى في المركز الإستشفائي الجامعي في فاس. وفي هذا الصدد، تحدث البروفيسور طارق الصقلي الحسيني، نائب العميد المكلف بالشؤون البيداغوجية بكلية الطب والصيدلة في فاس، ورئيس مصلحة أمراض الكلى بالمركز الإستشفائي الجامعي في فاس، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أنه بالفعل أضحى في الإمكان اعتماد خيار العلاج بواسطة الأدوية للقضاء بشكل نهائي على الإصابة بالتهاب الكبد الفيروس "س" وسط المرضى الذين يتابعون علاجاتهم داخل مراكز تصفية الدم، التي عرفت تاريخيا، بوجود احتمالات أو إمكانات الإصابة بعدوى الفيروس، تمت مواجهتها بعدد من الحلول ضمنها تتبع تدابير الوقاية وتعقيم المعدات لتفادي انتقال عدوى الفيروس بين المرضى، وأخرى مبنية على علاجات طبية وتعزيز الكريات الحمراء لدى المصابين. وذكر الاختصاصي ذاته، أن الدراسة تعد الأولى من نوعها في المغرب، ستهم مجموعة من المرضى الذين بلغوا مرحلة الفشل الكلوي المزمن ما قبل النهائي أو النهائي أو غسيل الكلى المزمن في جهة فاس-مكناس، قبل تعميمها على مدن أخرى في المغرب لتأخذ طابعا وطنيا. وذكر البروفيسور الحسيني، أن العلاجات التي ستعتمد عليها الدراسة، تعد من الجيل الجديد وذات فعالية عالية تصل إلى 90 في المائة، إلى جانب مساهمتها في تحسين جودة حياة المرضى وبالتالي توفير حماية من توسع رقعة انتشار عدوى فيروس التهاب الكبد "س" بين المرضى وبين العاملين في مراكز تصفية الدم بهدف تحسين جودة حياة المرضى. وتنطلق الدراسة من معطيات أثر الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي نوع "س" عند المرضى الذين يعانون مرض الكلى المزمن، حيث تسرع وتيرة انخفاض وظائف الكلى، مع حدوث مضاعفات على الصحة العامة للمصاب، وتهدده بخفض فرص بقائه على قيد الحياة.