ستبقى امتحانات الباكالوريا لهذه السنة في ظل زمن كورونا ذكرى راسخة في أذهان التلاميذ المرشحين لاجتياز هذا الاستحقاق الوطني نظرا للطابع الخاص الذي ستجرى فيه. بخلاف القاعات المدرسية التي ألف التلاميذ في السنوات التي مضت أن يمتحنوا داخلها؛ اليوم الفضاء تغير لتصبح القاعات الرياضية المكان الذي وقع عليه الاختيار من أجل توفير شروط السلامة الصحية لتفادي عدوى الفيروس. القلق، التوتر والضغط النفسي الزائد عن طبيعيته كلها أحاسيس مختلطة قد لا يستثنى منها أي مرشحة ومرشح لهذا الامتحان الوطني. وفي هذا السياق، أكد الأخصائي النفسي الإكلينكي والمعالج النفسي، فيصل طهاري، أن امتحانات الباكالوريا لهذه السنة تمر في ظروف استثنائية خاصة لم يسبق للمغرب أن شهدها من قبل. وقال طهاري، في تصريح لموقع القناة الثانية، إن " التلاميذ المقبلين على هذا الاختبار الوطني عانوا خلال هذه الظرفية الصعبة من القلق والتوتر وذلك لأنهم ولأول مرة سيدرسون نصف دورة دراسية وليس سنة كاملة"، معتبرا أن "هذا الأمر أنتج لديهم ضغطا إضافيا بسبب أن فهم واستيعاب المعلومات والدروس وشرح الأساتذة كان محصورا فقط عن طريق وسيلة جديدة في التعلم وهي التعليم عن بعد"، مشيرا إلى أن كل هذه الظروف ساهمت في أن يعيش التلاميذ هذه السنة وضعا استثنائيا بكل المقاييس، ثم أضاف مستدركا: "كل هذه العوامل لا تعني أنهم سيفشلون في الامتحان". وواصل، أن "القلق أو الخوف من الامتحان هو شعور عاد يمر منه أي تلميذ مُقبل على هذا الاختبار الوطني، لكن عندما يصبح هذا القلق من الامتحان مرضيا فإن ذلك قد تسبب في عدة أشياء منها "البلوكاج" سواء في مرحلة الاعداد والمراجعة للدروس أو خلال مرحلة الاجابة عن أسئلة الامتحان"، بحسبه دائما، فإن "فترة الاستعداد للامتحان مرحلة أساسية من أجل تبديد الشعور بالخوف من الامتحان" يقول الأخصائي النفسي. وحول كيفية التغلب على هذا الشعور بالقلق، نصح الأخصائي النفسي، بأنه على التلميذ المرشح لهذا الاستحقاق الوطني بضرورة الاستعداد للامتحان بشكل جيد وأن يحرص على مراجعة كل الدروس الموجودة في المقرر، مبرزا أن "التلميذ الذي يلج قاعة الامتحان هو ناقص المعلومات أو أغفل جانبا من بعض الدروس فإن هذا العامل سيؤثر عليه سلبيا بشكل كبير". وشدد ذات المتحدث، على أنه بالإضافة إلى "الاستعداد الجيد للامتحان يجب على التلميذ أن يفكر بطريقة إيجابية على أساس أن هذا الامتحان مثله كمثل باقي الامتحانات التي مر منها خلال مساره الدراسي؛ ويعتبر أن أسئلة الامتحان هي في المتناول ومحصورة فقط في الدروس الملقنة في القسم، وذلك من أجل مساعدة العقل على تثبيت المعلومات والمراجعة التي قام بها التلميذ من قبل"، موردا عن هذه الطريقة ستزيل كل الضغط النفسي وبالتالي سيتمكن التلميذ من الإجابة بكل سهولة خلال مرحلة الاختبار. كما نصح طهاري، التلميذ بأن يقرأ بكل تمعن كل أسئلة الامتحان جيدا قبل الشروع في الإجابة، ثم أن يستعمل المسودة ويحرر فيها النقاط الرئيسية فضلا عن حسن التعامل مع تدبير الوقت خلال الامتحان. وفي سؤال للموقع حول إذا كانت أجواء الاختبار الوطني والتي ستجرى لأول مرة في قاعات رياضية إلى جانب إجراءات أخرى مرتبطة بالسلامة الصحية منها ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي ستؤثر على نفسية وتركيز التلميذ، رد الأخصائي النفسي أنه ليس مهما الفضاء الذي سيجري الامتحان سواء كان في قاعة المدرسة أو قاعة رياضية الأهم أن الطاولة والكرسي موجودان، والأكثر أهمية هو حضور الذهن والتركيز التام عند التلميذ لكي يستطيع الإجابة الصحيحة عن كل أسئلة الاختبارات، على حد قوله. واعتبر ذات المتحدث في نفس التصريح، أن التواجد بقاعات رياضية واسعة سيمكن من تحقيق شرط التباعد في إطار السلامة الصحية ثم من جانب آخر سيتمكن التلميذ من تجاوز الازعاج الذي قد يصدر أحيانا من التلميذ آخر، مؤكدا في ختام تصريح، أن وضع امتحانات هذه السنة سيكون مريحا رغم التوجس بسبب فيروس كورونا. يشار إلى أن العد العكسي انطلاق الدورة العادية من الامتحان الوطني الموحد للباكلوريا لم يتبق عليها سوى أسبوع واحد حيث ستجرى الدورة العادية، كما حددتها الوزارة الوصية، وفق قطبين قطب الآداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل، يومي 3 و4 يوليوز 2020، ومن 6 إلى 8 يوليوز القطب العلمي والتقني وكذا البكالوريا المهنية. وسيتم الإعلان عن نتائج الدورة العادية يوم 15 يوليوز 2020، فيما ستنظم الدورة الاستدراكية من 22 إلى 24 يوليوز 2020 بالنسبة لجميع الشعب والمسالك، بينما سيتم الإعلان عن النتائج النهائية في أجل أقصاه 29 يوليوز 2020. وقد أكدت الوزارة التعليم، في وقت سابق، على أن مواضيع امتحانات هذه السنة، ستقتصر حصريا على الدروس التي تم إنجازها حضوريا قبل تعليق الدراسة وذلك ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص.