منذ إعلان السلطات المغربية عن حالة الطوارئ الصحية بسبب انتشار فيروس كورونا، عرف قطاع الإنتاج السينمائي شللا تاما خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث توقف تصوير الإنتاجات السينمائية، كما فقد العديد من العاملين في هذا القطاع مورد رزقهم خاصة الفئات ذات دخل ومستوى معيشي محدودين. ومع بدء إجراءات تخفيف الحجر الصحي، تستعد مدينة ورزازات، باعتبارها الوجهة الأولى لصناع السينما، استئناف أنشطتها السينمائية من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تساهم في إعطاء انطلاقة جديدة للقطاع، فماهي هذه الإجراءات؟ وما هو حجم تضرر المدينة من توقف الأنشطة السينمائية؟ الجواب في الحوار التالي ضمن فقرة 3 أسئلة مع سعيد أنضام، رئيس لجنة الفيلم بورززات تحدثوا لنا عن أهمية قطاع السينما بالنسبة لمدينة ورززات؟ تعتبر السياحة والسينما أحد أبرز روافد التنمية الاقتصادية بالمدينة، حيث يشغل قطاع السينما ما يقارب 5000 كومبارس، و350 تقني حسب آخر الإحصائيات، إلى جانب أن الصناعة السينمائية تساهم في انتعاش مجالات أخرى كالفنادق، المطاعم، كراء المعدات والسيارات وغيرها، وهو ما يساهم في خلق حركية اقتصادية في المدينة. وحسب إحصائيات المركز السينمائي المغربي، فإن 45 في المائة من الانتاجات السينمائية الأجنبية التي يتم تصويرها في المغرب تتم بمدينة ورززات دون احتساب الأعمال المغربية، وذلك بحكم المؤهلات الطبيعية والتاريخية التي تتميز بها المدينة، إلى جانب الخبرة التي كونتها الساكنة في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بالكومبارس. ونظرا لأهمية هذا القطاع، فالمدينة اليوم تتوفر على مؤسستين للتكوين في مجال السينما، حيث نجد الكلية متعددة التخصصات، شعبة السينما، ثم المعهد المتخصص في المهن السينمائية التابع لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. إلى أي مدى تضررت المدينة والمهنيون العاملون في قطاع السينما من جائحة كورونا؟ جائحة كورونا تسببت في شلل تام لقطاع السينما، وهو ما نتج عنه تدهور الحالة الاجتماعية لكافة مكونات هذا القطاع بالمدينة من تقنيين، وممثلين، ومنتجين، وفنيين، وكومبارس، وخاصة الفئات ذات دخل ومستوى معيشي محدودين. ومن بين مظاهر تداعيات كورونا على القطاع، اشير على سبيل المثال أنه قبل إعلان حالة الطوارئ الصحية، كانت المدينة تعرف تصوير عملين سينمائيين، سلسلة برازيلية وأخرى ألمانية، قبل أن يضطر الطاقمان إلى توقيف التصوير والعودة إلى بلدانهم في انتظار رفع الحجر الصحي، دون الحديث عن المشاريع التي كان سيتم تصويرها لشهر رمضان والتي تقارب 15 مشروعا. ما هي التدابير التي يجب اتخادها من أجل إعطاء انطلاقة جديدة للقطاع؟ الاستراتيجية التي نهجها المغرب للتغلب على جائحة كورونا حظيت بتقدير من طرف المتتبعين داخل المغرب وخارجه، وهو ما خلق نوعا من الطمأنينة والارتياح لدى مختلف المستثمرين والمنتجين السينمائيين وكل المهنيين لاستئناف نشاطهم من جديد، كما أن فترة الحجر الصحي تميزت باستهلاك كبير للمحتوى السينمائي، مما نتج عنه ارتفاع طلبات ومشاريع الانتاج لتعويض هذا النقص. في هذا الإطار يعمل المركز السينمائي المغربي، بتعاون مع الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، لجنة الفيلم بورزازات والسلطات المعنية وكافة المتدخلين على وضع استراتيجية ناجعة وتبني تدابير وإجراءات من شأنها أن تساهم في إعطاء انطلاقة جديدة للصناعة السينمائية. الدليل التي يعمل المركز السينمائي المغربي على إعداده يتعلق بالسلامة الصحية ويتضمن الخطوط الرئيسية للتدابير الوقاءية الواجب اتخاذها لتصوير الأعمال السينمائية البصرية في بيئة سليمة.