طوال شهر رمضان الكريم تلتقون يوميا من حكايا سينمائية بقلم المخرج المغربي عز العرب العلوي، والتي ينقلنا من خلالها الى كواليس افلامه الوثائقية والسينمائية. الحكاية :23
هدية عبدالسلام المغربي لم تكن لتقدر بثمن.. هدية إلاهية لاشك في ذلك ...ثلاثة ايام بلياليها من الاستقرار في فندق بسيط للغاية ، أظنها كانت كافية بالنسبة لي لكي أجد موطأ قدم في مدينة عملاقة كالقاهرة…مدينة بحجم الغول .. في الفندق نمت اليوم باكمله.. بطوله وعرضه .. وفي دوش المرحاض المشترك بين جميع غرف الطابق الاول ، اغتسلت…كان لسقوط الماء بلونه البلوري الجميل على جسدي، تأثيرا كأمطار الغيث والنماء .. أو ان شئت قل: تأثير أحيا جسدا جافا منذ عشرة أيام.. تماما كما احيا الله سبع سنبلات يوسف عليه السلام في ارض مصر .. الفقدان يمنح للاشياء البسيطة طعما اخر … يمنحها اكتشافا جديدا .. واحساس غريب بالامتنان بنعم الله …نعم لم تكن لتشعر بوجودها بتاتا لولا الحرمان . كانت الساعة تشير الى الثامنة صباحا لليوم الموالي ..لاول مرة اخرج الى الشارع بدون حقيبة الظهر .. وبملابس نظيفة٬ وحلاقة بادية خضرتها على وجه نال منه تعب السفر الكثير . جلست أمام الحاج متولي او هكذا كان الكل يناديه ..رجل قارب السبعين.. بعربته الخشبية المزركشة بالألوان.. ولباسه الابيض اللامع .. .. طلبت من الحاج متولي مثل الاخرين تماما .. وجبة فول مدمس و رغيفا بلديا بدون حشوة.. أخدت قارورة من البلاستيك كانت أمامي و أضفت الي تلك الوجبة المصرية قليلا من الفلفل الحار .. و طلبت كأسا من الشاي الاسود .. أكلت بنهم وشربت شايا بإفراط..لا زلت أتذكر آنني أعدت نفس الطلب لثلاث مرات متتالية .. بعد الشبع استعدت وعيي بكامله .. واحسست بحيوية ونشاط من جديد .. وادركت حينها فقط اني في مكان يختلف اختلافا كبيرا عن المغرب . كان الجو حارا كالعادة ..تذكرت أمي وتذكرت وصاياها العشر … تذكرت كلماتها التي كانت لاتزال تدق جدران الذاكرة وهي تودعني على عتبة الباب : بالله عليك يابني لاتنسى أن تخبرني باحوالك أينما حللت وارتحلت ؟ … عشرة أيام بكاملها لاتعرف أمي عني أي شيئ ..ولا تعرف المكان الذي كنت فيه ..بل ولا تعرف حتى هل أنا من عداد الاموات أو الاحياء..كانت تكره السينما وتعتبرها مدخلا من مداخل الشيطان .. حيث بداية الانحراف بأنواعه..وبما أني كنت يتيم الاب وأنا في الخامسة من عمري ..كانت هي من تلعب الدورين معا.. لازلت أتذكر انها كانت حينما تعلم بأحدنا- نحن الاخوة- بتواجده في السينما كانت تلزم صاحب القاعة السيد لمير رحمه الله وهو جزائري الاصل مغربي الجنسية ٬ باشعال الضوء واخراجنا من صالة سينما الواحة …فعلتها مرارا وتكرارا ..وحينما علمت آني سأتخصص في مجال السينما٬ ضحكت وقالت لي : لم أكن أعلم أن حتى سينما علم يدرس في الجامعة .. بهذا الحنين والاشتياق سألت احدهم عن مركز للبريد او مصلحة للتلفون ٬ تكون قريبة من ميدان العتبة .. غير أنهم نصحوني عوضا عن ذلك ٬ التوجه الي أي دكان للمواد الغذائية. فهو كفيل بتوفير نفس خدمة الاتصالات .. ذاك مافعلت.. رأيت دكانا هناك في الشارع المقابل فاتجهت اليه . قبل الاستفادة من خدمة الهاتف وربما نشوب خلاف حول الاثمنة فيما بعد ، سألت صاحب الدكان عن الواجب أداؤه في مكالمتين.. واحدة داخل القاهرة وأخرى خارج مصر.. كان الرجل يبدو متزنا. وعلامة القناعة بادية على محياه .. مد يده لرف بقربه ، ومنحني دليلا بجميع الاثمنة .. شكرته وطلبت منه ايصالي بوطن الام أولا.. نعم لقد كنت في عداد المفقودين.. كان الهاتف يرن ..وكانت دقات قلبي ترقص فرحا .. بلهفة كبيرة أجابت ..كان صوتها يُسمع بعيدا.. يُسمع من هناك في الطرف الاخر من شمال افريقيا..كان الصمت قد أطبق على المكان ولم أعد أشعر حينها بضوضاء الشارع .. ولا بمن هم حولي ..فقط صوتها يتسارع عبر خطوط تعبر الصحاري والجبال والسهول والتلال لتقرب المسافة بيننا.. هدأت من روعها قليلا وقلت لها وانا اتصنع الفرح والسعادة : انا بخير..انا بصحة جيدة ..الرحلة كانت من الروعة بما كان ..كنت أنام في الفنادق وآكل في المطاعم ..وكنت آخد صورا جميلة على طول الرحلة .. والناس هنا في غاية الطيبوبة .. لاتجزعي يا أمي ولا تثقي بكوابيس الاحلام..انها ليست حقيقة بالمرة .. فانا بخير وسأظل كذلك بفضل الله وبفضل دعواتك … كنت اقول ذلك وأُبعد سماعة الهاتف عن فمي أحيانا ، حتى لا أخر باكيا وشاكيا أهوال الرحلة .. صعب جدا ان تراوغ قلب الأم ..كأنها كانت معي طول الرحلة ..تعلم كل شيء ..اتصلت بها متأخرا .. الاحلام قد سبقتني و أخبرتها بكل الاخبار…لم يكن قد تبقى لي شيئا لأخفيه ..كل كلامها ذلك اليوم كان يحثني على العودة ..كنت اشعر بصوتها وقد علته بحة ذلك المُحب، قليل الحيلة ، الذي لم يجد أمام ضعفه في مساعدة من يُحب سوى الدعاء له من بعيد .. كانت تعلم جيدا منذ زمان أنني مسحور بالسينما.. فهي كانت أول منتج لي في أول عمل قمت به صحبة زملائي في الثانوية .. في أخر المكالمة توقفت عن الشكوى.. وتوقفت عن العتاب كذلك.. لم يتبق لها سوى الدعاء ..نعم ..الدعاء فقط .. دعوات تلك الأم التي لاحول لها ولاقوة أمام اصرار ابن عنيد .. هكذا استمرت الادعية حتى تلاشى صوتها مع ضعف الاثير.. وتنتهي المكالمة ...تيت ..تيت..تيت...تيت .. ليرتفع ضجيج القاهرة من جديد .. منبه السيارات ..الصراخ..الغبار.... خرت قواي وجلسة على عتبة العمارة بالقرب من الدكان .. انتظرت قليلا حتى لملمت أشلائي وعاد صوتي الي سابق عهده من جديد.. عدت الى صاحب الدكان وطلبت الرقم الثاني ..رقم داخلي.. فاتصلت برمضان ..كان من المفروض أن يكون قد وصل الى القاهرة .. بعد أن أخبره جاره صاحب الدكان باتصالي٬حضر بعد نصف ساعة وانتظرني قرب الهاتف. من جديد أعدت الاتصال به .. رد على الهاتف بلهفة الصديق. و طلب مني الحضور لتناول الغذاء في بيت العائلة.. أُسعدت بتلك الدعوة .. كانت الساعة تشير الى التاسعة صباحا وميعاد الغذاء وقت الظهيرة لا يزال بعيدا..لهذا فكرت في زيارة صديق آخي .. دفعت كلفة الهاتف ، تحسست محفظتي الصغيرة واخرجت منها ورقة وقد حوت اسما وعنوانا .. اعطيتها لصاحب دكان الهاتف.. الرجل المتزن القنوع ..قرأ العنوان ونصحني باستعمال الحافلة بدل سيارة أجرة والنزول في المحطة الرابعة قرب جامعة عين شمس .. ودعت الرجل وذهبت ..لم يكن الامر يسيرا كما كنت أعتقد.. فركوب الحافلة كان يشبه يوم الحشر ..تماما كيوم القيامة ..لا اخوة.. ولا امومة.. ولا ابوة .لاوجود لقانون بالمرة.. الحافلة مفتوحة الابواب تسير بدون اكتراث..وهي تقاوم ضغطا بشريا وازدحاما قل نظيره.... أناس يصعدون وآخرون ينزلون .. تماما كما هو قطار الحياة بدون توقف .. حينما لمحت الجابي يمخر عبابا بشريا وقد لف رأسه بمنديل أبيض ليحبس العرق من التسرب من على رأسه الى عينيه ، لم يكن قد تبق لي للنزول سوى محطة واحدة.. فقبل وصوله بقليل ، لفظتني الحافلة مباشرة قرب جامعة عين شمس .. كان لزاما علي حينها٬ ان أنزوي في ظل احدى العمارات .. اتوقف قليلا لتهوية ملابسي التي بللها العرق من كثرة الازدحام.. وأن استعيد ايقاع التنفس من جديد .. أخرجت ورقة العنوان. للتأكد منها من جديد. نظرت يمينا ويسارا .. لا علامات تساعدني في تحقيق المراد.. نظرت الى الجهة المقابلة للمحطة كما قال صاحب دكان الهاتف ، لمحت صالونا للحلاقة أمامي مباشرة ..عاركت مرور السيارات على الطريق وعبرت اليه ..فتحت باب الصالون الزجاجي ..وقد زينته خيوط حريرية مفتولة مدلاة على شكل ستارة.. دخلت وتركت الباب مفتوحا .. توقف الحلاق عن العمل ونظر الي .. رجل جاوز الستين لا لحية له ولا شوارب أصلع الرأس وقد اعتمر طربوشا ابيضا صغيرا يشبه طرابيش هدايا الحج والعمرة .. بعد التحية والسلام، منحته الورقة وطلبت منه ان يدُلني على الطريق ..استأذن من زبونه الجالس على كرسي الحلاقة .. قرأ الاسم والعنوان ..استدار ببطئ ومنحها لشاب كان يجلس قربه..التفت الحلاق الي ولسعني بنظرة حادة. وقال لي بلهجة بوليسية : انت مين ؟ .. تعحبت لنظرة صوته المرتفعة وقلت له بلطف : أنا مغربي … زاد غضبا وقال لي : بتعرف محمود منين ؟.. قلت له بلغة عربية فصيحة : هو صديق أخي الاكبر بالمراسلة لسنوات عديدة … وقد أوصاني بزيارته… وضع المقص والمشط فوق رف من زجاج .. وهو يردد كأنه لم يستسغ تلك العبارة : وقد أوصاني بزيارته … أوصاني بزيارته .... نظر الحلاق للشاب الذي منحه الورقة من جديد وقال له باللهجة المصرية : روح انده لاخيك بسرعة لما نشوف اخرتها ايه ؟..أعاد الشاب الي الورقة التي تحمل الاسم والعنوان و خرج مسرعا .. تعمد الحلاق الوقوف على عتبة الباب المفتوح مباشرة حتى يسد المنفذ الوحيد في حالة ما اذا كنت أفكر بالهرب . ظل يتفحصني صعودا ونزولا.. لم ينطق أبدا ببنت شفة ..كنت اشعر بشيء ما غير عادي يدور في تلك الاثناء .. زبون الحلاق كان يسترق النظر الي كأنني من سكان الفضاء ..بعد عشر دقائق حضر المُتهم ..دخل مرعوبا .. عُمره في حدود الأربعين.. رأسه أصلع كذلك وقد غطت بعض جوانبه شعيرات ناعمة ومتفرقة.. يبدو أن أخاه أبلغه بالموضوع .. مسح عرقه بمنديل أبيض ونظر الى الحلاق نظرة حب واحترام ثم رحب بقدومي قائلا : انا محمود محمد المحامي.. وأنت من تكون .. ؟ قلت له : انا الاخ الاصغر لصديقك بالمراسلة السيد مصطفى العلوي من المغرب ..أتذكره ؟ .. فكر قليلا وابتسم ثم قال لي : مصطفى العلوي المغربي ... آه .. بالطبع أتذكره فهو صديق عزيز ..تبادلنا الرسائل فيما بيننا لمدة طويلة .. توقف عن الكلام وأشار الى الحلاق وقال لي : هذا أبي .. نظر الحلاق الى ابنه محمود وقال له مباشرة : المغربي بيفهم مصري ؟ قال له محمود : لا اظن ..هو يفهم عربي فصيح … توجه الحلاق الى باب الصالون وأغلقه وعاد اليه قائلا : طب كويس ..انت محامي او تفهم في القانون ..الشرطة عندها خبر ان في مغربي حيزورك ؟. قال محمود : لا .. ليس لديها خبر ... رد الحلاق بعصبية وقال له : طيب..مادام الشرطة ماعندهاش خبر.. و في الحالة المهببة دي تاخد المصيبة بتاعتك وتيرميه في أني داهية .. مفهوم ... ؟ . نظر الحلاق الي حيث كنت اتصنع الانشغال بالقراءة في صفحة يتيمة من جريدة الاهرام كانت ملقاة جانبا على المنضدة ، وكأن الموضوع لا يعنيني بالمرة ..التفت الحلاق نحو محمود وقال له : اوعى اكون بيفهم مصري ؟ ..رد عليه محمود : لا ما اظنش .. بلطف اعاد محمود الترحيب بي بلغة عربية فصيحة ودعاني للخروج معه.. على عتبة الباب استوقفنا الحلاق مودعا وابتسم في وجهي قليلا وقال لمحمود بوجه تعلوه بقايا ابتسامة: قلو بكلامك الفصيح مايجيش هنا ثاني..مفهوم ؟ عندما اجتزنا عتبة الخروج .. كان محمود يتصبب عرقا.. كنت اشعر به وهو في غاية الحرج ..طمأنته ان زيارتي له هي زيارة مجاملة وود فقط وأنني أقطن بفندق وأنني مدعو للغذاء عند صديقي رمضان ..غير أنه كان مغيبا .. حركاته وسكناته كانت تشي بفتن داخلي.. خوف كبير ألم به.. الرجل خنوع وضعيف الشخصية لحد القرف ..شخشيخة لا أكثر ولا أقل كما يقول المصريين .. ديكتاتورية الاب قضت على ملامح الرجولة لديه بالمرة .. وحولته الى فزاعة.. رغم أنه محامي ويفترض فيه الزعامة .. استعاد الرجل وعيه باللحظة والزمن ودعاني الى الصعود معه للمنزل لاحتساء فنجان شاي عربون ترحيب ومحبة لاخي مصطفى . رفضت بشدة..لكن أمام إلحاحه بقوة وحتى لا أشعره بحرج اكثر مما هو فيه ، وافقت .. الى عمارة قديمة ومهترئة، دلفنا وصعدنا الادراج .. فالمنزل يتواجد فوق صالون الحلاقة مباشرة ..في الاعلى وجدنا باب المنزل مفتوحا .. استأذنني لدقائق ودخل .. بقيت أمام الباب وأنا استرق السمع لمناقشات ماراتونية ..كنت افكر في الانسحاب لكنه حضر في الدقيقة الأخيرة بعد مفاوضات تبدو أنها كانت عسيرة .. أخرج منديلا من جيبه و بدأ يمسح العرق من على جبينه … بابتسامة رجل ضعيف مغلوب على أمره من جميع الأطراف دعاني للدخول .. منزل عتيق ببهو واسع وغرف متقابلة ..أثاث المنزل يشي بمستوى عائلي متوسط الحال او ميسور الى حد ما .. في بهو الدار جلسنا..وكلمات الترحيب لم تفارق لسانه ثم بدأ يستعجل حضور الشاي .. قالها بخفوت : الشاي يا زكية .. من خلف ابواب الغرف المتعددة ، كنت أشعر بعيون متلصصة تراقبني .. بعض النوافذ المطلة على البهو، هي الاخرى تفتح وتغلق لتسمح بتسلل الرؤية .. لكن الامر سيزيد تعقيدا حينما تمت المناداة عليه .. سيدة من احدى الغرف يبدو أنها زكية قالت من بعيد : عاوزينك يا محمود ... استأذنني ودخل الى الغرفة الاخيرة على اليمين… حينها لم يعد هناك تسلل او تلصص، بل فتحت ابواب الغرف على مصراعيها واشتدت حركة السير ذهابا وايابا بين الغرف..فخرجت نساء واطفال.. كانوا يقطعون مسافة البهو جيئة وإيابا ، وينظرون الي بنظرات تشبه تماما، نظرة زبون الحلاق .. ارتفع صوت الخلاف في غرفة محمود وزكية .. قد تكون زوجته أو أمه لست أدري.. فعلى مايبدو فالبيت يضم جميع أفراد العائلة الكبيرة ..بأزواجهم وزوجاتهم وأطفالهم … طال الانتظار .. لم يحظر الشاي ولم يحظر محمود أيضا .. تحت عيون المراقبة من كل الامكنة مددت يدي الى محفظة صغيرة كانت معي وأخرجت هدية بسيطة كنت قد جلبتها من المغرب خصيصا لمحمود المحامي صديق اخي بالمراسلة .. وضعتها فوق الطاولة التي كانت تستعد لاستقبال الشاي .. توجهت نحو الباب الخروج رميت نفسي في الخارج وأغلقت الباب وانصرفت … وأنا أنزل الادراج ارتفعت الاصوات آكثر وأكثر واشتد الوطيس … دلفت الشارع كالهارب .. مررت امام دكان الحلاق بسرعة حتى لا ينتبه الى مروري .. ألقيت بنفسي الى داخل أول حافلة نقل توقفت .. ركبت وانطلقت الحافلة.. لم أسأل عن وجهتها أبدا .. كنت فقط اريد مغادرة ذلك المكان.. من خلف النافذة ونحن نعبر الشارع المقابل٬ تراء لي محمود المحامي هناك من بعيد وهو يحمل منديل العرق و يسرع الخطى بحثا عني ..كان يعبر ممر الحافلات.. بصعوبة كبيرة ورغم طوفان الركاب واحتكاك الاجساد البشرية الملتصقة بي ، مددت يدي الى جيبي وأخرجت تلك الورقة اللعينة ..نظرت الى الاسم والعنوان ..ثم نظرت الى محمود هناك بعيدا ..ابتسمت حنقا ..مزقت الورقة ببطء وآنا لازلت أمعن النظر فيه وهو يجري كالاحمق.. اخرجت يدي من النافذة.. بسطت كفي وتركت الريح تعبث بجزئيات الحروف و الجمل والكلمات علها تعيد صياغة اسم وعنوان لهذه الزيارة…زيارة الشخشيخة . محبتي