يجوب الشاب المغربي عادل بودراع منذ أربع سنوات طرق العالم على دراجته الهوائية، بحثا عن المغامرة واللقاءات الإنسانية، على غرار الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة. ترك عادل منزل العائلة في القنيطرة عندما كان في سن ال24 من عمره، بعد أن اتخذ خيارا جريئا ببدء رحلته بمفرده على الرغم من عدم موافقة والديه بحكم صغر سنه، لكنه ظل يحرص على الاتصال بانتظام بوالديه لطمأنتهما، حسب ما ذكره الشاب المغربي لوكالة المغرب العربي للأنباء، التي التقته في هانوي. فبعد حصوله على دبلوم في تخصص الكهرباء، قرر عادل بودراع خوض غمار رحلاته فتسلح بدراجته الهوائية، وكاميرا، وخيمة صغيرة، وبعض المستلزمات و3000 درهم كميزانية انطلاق، لكن بأحلام للاستكشاف، والمغامرة واللقاء والتعارف مع الآخر. وذكر أنه "قبل الوقوع في هوس حياة السفر، قررت الذهاب في مغامرة والتعرف على الناس والثقافات لأنني أعتبر أن السفر هو المدرسة الكبرى للحياة". كانت وجهته الأولى هي إفريقيا، القارة التي يكن لها حبا خاصا لكونها تزخر، بحسبه، بغنى ثقافي وإنساني. بدأت رحلته الإفريقية في موريتانيا، مرورا بالسنغال، والنيجر وإثيوبيا، وجنوب إفريقيا، والسودان، على سبيل المثال لا الحصر، قبل الوصول إلى مصر حيث تقطعت به السبل عند الحدود مع المملكة العربية السعودية لعدم تمكنه من الحصول على تأشيرة تسمح له بعبور هذا البلد بشبه الجزيرة العربية. وقال الشاب المغربي إن "هذه الرحلة هي تجربة كبرى أتاحت لي الفرصة لمقابلة أشخاص من ثقافات وديانات مختلفة، ولكنهم يتقاسمون القيم الكونية للتضامن، والتكافل والكرم تجاه شخص غريب مثلي". وقد اكتسب عادل بودراع، الذي يبلغ حاليا 28 عاما، النضج والخبرة على مر الكيلومترات التي قطعها، واللقاءات الإنسانية التي مر بها، والحكايات التي عاشها. عمل مع تاجر ملابس في موريتانيا، وتعرض لمطاردة فيل في إفريقيا، واعتقلته الشرطة النيجيرية على الحدود مع التشاد للاشتباه فيه بالإرهاب، وأفرج عنه بعد تدخل السفارة المغربية في هذا البلد، رأى كافة الأهوال خلال رحلته ، لكنه يظل مقتنعا بأن كل حدث هو فرصة للتعلم ودافع إضافي لمواجهة التحديات التي يواجهها. بدأت رحلته الآسيوية في إندونيسيا، بعدما أرسل له أحد "متابعيه"، والبالغ عددهم 84968، عبر صفحته على "الفيسبوك"، وهو مغربي آخر من مغاربة العالم ، تذكرة طائرة للقدوم إلى القارة انطلاقا من مصر. جاكرتا، كوالالمبور، بانكوك، بنوم بنه، فينتيان، رانغون وهانوي هي المدن التي يرغب من خلالها الرحالة المغربي الوصول إلى الإمبراطورية الوسطى وعاصمتها بكين. تتغير أسماء البلدان والعواصم، لكن إرادة ابن بطوطة العصر الحديث تبقى ثابتة لمواصلة رحلته ومراكمة الكيلومترات، واللقاءات والتجارب الغنية. وبخصوص ضعف التسويق الإعلامي لرحلته، يقر الشاب المغربي بأن علاقته بوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تتسم بالغموض، لأنه يعيش تجربة ذاتية لاكتشاف نقاط قوته وضعفه وقدراته على البقاء والتكيف. بسجل سفر حافل إلى 40 دولة، لايزال الشاب المغربي يتوق لبدء رحلته القادمة، والوجهة ، آسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية، قبل العودة إلى المنزل لتدوين رحلته الغنية والمذهلة.