في الوقت الذي قرر المغرب فرض حالة الطوارئ الصحية ودعت الحكومة المواطنين إلى البقاء في بيوتهم كوسيلة لإبقاء فيروس كورونا تحت السيطرة، ارتأى موقع القناة الثانية أن يطل على قراءه بحوارات مع مختلف الشخصيات السياسية والتربوية والفنية والرياضية والثقافية، وذلك لتسليط الضوء على برنامجهم اليومي خلال فترة الحجر الصحي. وفي هذا الإطار، حاور موقع القناة الثانية السيدة جميلة المصلي وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة بخصوص برنامجها اليومي خلال فترة الحجر الصحي، وذلك قصد مشاركة تجربتها مع قراء الموقع.. أليكم نص الحوار.... كيف تقضي السيدة الوزيرة يومها في ظل الوضعية الراهنة" الحجر الصحي"؟ فعلا، هذا وضع استثنائي غير مسبوق، فباستثناء الالتزام بالبقاء في البيت طيلة الوقت، لا أحس أن الشيء الكثير تغير. فالبرنامج اليومي تهيمن عليه المهام الاعتيادية لنشاطي الوزاري، وفقا لمقتضيات الالتزام بحالة الطوارئ الصحية المعتمدة ببلادنا. ولدي موعد يومي للاطلاع على ما تنشره وسائل الإعلام الرقمية الآن، ولمتابعة الأخبار على القنوات الوطنية، خاصة ما يهم تطور الحالة الوبائية ببلادنا. فيما أتقاسم بقية الوقت مع أسرتي الصغيرة والتواصل مع عائلتي . بحكم منصبكم كوزيرة في قطاع حيوي كيف تتم عملية الاشتغال ؟ هل تتم من المكتب أم من البيت؟ في ظل هذا الوضع الاستثنائي الناجم عن جائحة فيروس كورونا كوفيد- 19، والتعبئة الوطنية لمواجهتها بالتزام البيوت، أشتغل عن بعد بشكل أساسي، وبالمكتب لفترات أقل من المعتاد. أشتغل عن بعد عموما عن طريق الهاتف والواتساب والبريد الإلكتروني، وأعقد الاجتماعات المبرمجة من البيت عبر تقنية "الأديو/أو الفيديو كونفرانس" التي تتيحها عدد من التطبيقات والبرامج. أو بمقر الوزارة كلما دعت الضرورة لذلك، مع الالتزام بكافة الإرشادات الصحية. فالوضعية الجديدة الناتجة عن الطوارئ الصحية وتقييد الحركة، فرضت الاعتماد على الوسائل الرقمية والاتصال الحديثة عن بعد لضمان استمرارية المرفق العام مع حفظ سلامة الموظفين والمرتفقين.والحمد لله، التقنيات الحديثة يسرت تدبير أمورنا الإدارية بشكل حيوي، وسهلت علينا الكثير من أمور العمل. وأعتقد أن اعتماد الرقمنة في الاجتماعات واللقاءات التواصلية عن بعد خلال فترة أزمة كورونا، يعد أرضية لما بعد الجائحة، من أجل تسريع وثيرة الإدارة الرقمية، والتعليم والتكوين عن بعد، التي تعمل الحكومة اليوم على تطويرهما أكثر من أي وقت مضى، حيث بذلت مجهودات كبيرة في هذا المجال. ومن المؤكد أن وراء هذه المحنة سيكون هناك منافع كثيرة، ومنها تطوير الادارة والخدمة الرقمية والاشتغال عن بعد، خاصة في ظروف خاصة، تعني مثلا النساء الحوامل أو من لديهن أطفال رضع. واليوم، أصبحنا أمام ضرورة التفكير في تطوير أشكال العمل داخل الإدارة والتعويل أكثر على مردودية الأشخاص وإنتاجهم . كيف تقضي السيدة الوزير ما تبقى من وقتها خلال اليوم في بيتها ؟ في الحقيقة ساعات العمل ممتدة والملفات ضاغطة، لأن هذا القطاع يهم الفئات الهشة وهي فئات متضررة من الجائحة. الآن هناك فرصة للقاء مع أفراد الأسرة على مائدة الطعام، وهي فرصة أستغلها في مناقشة هذا الوضع، والتذكير بكيفية الوقاية والمحافظة على النظافة، ومتابعة مجموعة من البرامج الخاصة بالتوعية حول فيروس (كورونا) وسبل الوقاية منه. هذا فضلا، على تحفيز طفلتي على الالتزام بمواعيد بث الدروس، التي تذاع عبر موقع التربية والتعليم. وفي بعض من الأحيان، أشاركها بمشاهدة تلك الدروس وتدوينها. ماهي الأشياء التي اكتشفتها أو أصبحت السيدة الوزيرة تقوم بها بعد المكوث في المنزل؟ هذا الوضع الاستثنائي فرض علينا نمط عيش جديد اكتشفنا فيه سبلا جديدة للحياة.. الحجر المنزلي غير نظرتنا إلى مفهوم الوقت، وتيقنا فيه قيمة التكنولوجيا الحديثة. لم نعد نخرج كثيرا من البيت، لكن ساعات العمل تضاعفت، نبقى في البيت لكننا نحمل هم القضايا والملفات التي ينبغي تدارسها ومتابعتها ومواكبتها. هناك حرص كبير على نجاح الحجر الصحي، وكذلك السعي ما أمكن إلى الاشتغال عن بعد، واستغلال الفرصة في معالجة مجموعة من الملفات التي لم نستطع ربما متابعتها بالشكل الكافي من قبل، بسبب ضغط كثرة الاجتماعات والأنشطة. اليوم هذه الملفات تشكل لدينا أولوية حيث نعكف على إخراجها في هذه الفترة أو لتكون جاهزة للتفعيل مباشرة بعد انتهاء هذه الأزمة. ومن أهم ما نشتغل عليه، ملف تطوير الإدارة الالكترونية ورقمنة الشواهد للأشخاص في وضعية إعاقة في أفق إخراج البطاقة. والوزارة معبأة لاستكمال هذا الورش في أقرب الأوقات. وكذلك إعداد منصة إلكترونية للتكوين عن بعد خاص بالأشخاص في وضعية إعاقة. أؤكد أيضا، بأن فترة الحجر الصحي هي مناسبة للتأمل والتفكر، لإعادة النظر في كثير من القضايا التي كانت تبدو بديهية ومتحكم فيها. فالبشرية مدعوة بعد هذه المحطة إلى ترتيب أولوياتها وإعادة الاعتبار إلى العمق الإنساني وقيم التضامن والتكافل في بعدها الوطني والعالمي .